جاسر عبدالعزيز الجاسر
الحمد لله والشكر.. والحمد لله كثيراً مرة أخرى ومرات بعد إنجاز حج عام 1437هـ، حج بامتياز لست أنا فحسب بل كل مواطن سعودي، بل كل إنسان مسلم سعد بما تحقق في موسم حج هذا العام الذي تم على أحسن ما يرام، وحسب ما خططت له قيادة المملكة وحكومتها وأبناؤها الذين يعتبرون مهمة إنجاح موسم الحج وخدمة ضيوف الرحمن والعمل على تقديم أفضل الخدمات وحمايتهم بعد حماية الله، وبذل كل شيء لتوفير الأمن والطمأنينة لهم، وتوفير الخدمات الصحية والعلاجية والإسكان والغذاء، من أهم ما يجب أن يقوموا به، ولا عجب أن تجد كل السعوديين بدءاً من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد اللذين كانا في مقدمة العاملين السعوديين رسميين وأهالي لخدمة ضيوف الرحمن، فالملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- كان يتابع تحركات الحجاج أولاً بأول، وحرص على متابعتهم من خلال الطائرة المروحية، ولم يهدأ له بال حتى استقر ضيوف الرحمن في خيامهم في مشعر منى بعد رمي جمرات العقبة الكبرى.
أما سمو ولي العهد فكان واحداً من جنود المملكة الذي تفرغوا لخدمة ضيوف الرحمن، شارك رجاله من رجال الشرطة والأمن والقوات المسلحة والحرس الوطني، لم يترك موقعه متنقلاً من نقطة إلى أخرى.
جميع المسؤولين تفانوا في خدمة الحجيج، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، وزراء الصحة والحج والعمرة والنقل والتعليم، والثقافة والإعلام، الجميع كانوا يشاركون منسوبي وزاراتهم شرف خدمة ضيوف الرحمن، فنتج عن ذلك موسم حج متميز جعل جميع السعوديين يفخرون بما تحقق.
ولا عجب ولا غرابة أن يكون عيد هذا العام -مثل كل الأعوام- عيدين بالنسبة لنا في المملكة العربية السعودية، فأهم من فرحتنا بعيد الأضحى المبارك نفرح أكثر عندما يتم إنجاز موسم حج ناجح، وكم يؤلمنا أن تشوب الموسم شائبة، والحمد لله تخلصنا منها هذا العام بعد أن امتنعت جهة الشر والانحراف عن إرسال من كانت تدس بينهم من يخرب ويضيق على ضيوف الرحمن، وضجيجهم وافتراءاتهم التي تناثرت في الدول التي تحكمها أنظمة تابعة لها تؤكد أن ملالي إيران يسعون إلى تحويل الحج وهو الشعيرة المقدسة والركن الخامس في الإسلام، إلى أحد اثنين؛ إما مأساة كالذي فعلوه في حج العام الماضي والذي تأكدت مسؤولية شياطين الحرس الثوري الإيراني الذي ارتكب جريمة معاكسة تحرك الحجاج في إحدى طرق منى، مما أحدث صداماً وتدافعاً ذهب ضحيته آلاف الأرواح البريئة، وإن لم يستطيعوا صنع مأساة في الحج يعملون على تحويل الحج إلى ملهاة كالذي نراه الآن عندما نظموا زيارات لمن حرموهم من تأدية الركن الخامس ووجهوا لارتكاب فعل هو في كل المفاهيم الشرعية والفقهية شرك أكبر؛ حيث يوسطون أصحاب القبور لجلب المغفرة من الخالق، والله المستعان.