أمل بنت فهد
الخدمة بدافع الواجب والمفروض لا تشبه الخدمة بدافع الحب.. والمملكة العربية السعودية بقادتها وشعبها وأجهزتها.. تخدم حجاج بيت الله من رغبة عميقة ومتجذِّرة بالعطاء.. كل فرد يحلم بدوره عسى أن يكون فيه شراكة أجر ورحمة.. لذا في كل عام يتجدد استنفار الهمم.. والعقول للبحث عن حل أعقد معادلة في تسيير الحشود باختلاف لغاتها وعاداتها وثقافتها.. يجمعها دين وحد.. واختلافات كثيرة تذوب أمام توجه ديني واحد.. بتوقيت لا يقبل تأخير ولا تقديم.. وفي نفس المكان.. مهمة جبارة لكن جبروتها يتلاشى أمام عزيمة الحب.. ورغم التهديدات والتحديات جنوباً وشمالاً.. إلا أن الحكمة السعودية لا تخضع.. ولا تتردد.. ولا يخيفها صوت الخيانة ولا كيد الكائدين.. ولم تتخلَّ يوماً عن دورها في الترحيب حتى بالمسيئين والمشككين فيها.. هكذا هي وطن للجميع.
وفي كل عام لنا مع أهل السوء موقف النبلاء.. حتى بات العنوان العريض للحج.. جهود المملكة وفرقعة التشكيك فيها.. وأذيتها.. والنيل منها.. وآخر دعواهم بمنع حجيجهم من القدوم نسفتها حقيقة الترحيب بمواطنيهم المغتربين في العالم.. لم يمنعهم أحد من تأدية الحج.. وفي كل مرة تبقى مواقف المملكة كما هي.. متمسكة بتسامحها.. واثقة من نفسها.
المضحك في الأمر أن العالم بات مفتوحاً أمام الجميع.. بترسانة إعلامية مؤسسية وفردية.. لا تحتمل الكذب والتلفيق.. كل شيء موثّق.. يصعب، بل يستحيل معه الفبركة والتلفيق.. وحقيقة لا ندري هل تلك الأبواق تصدّق فعلاً أنها تستطيع أن تحجب الحقائق.. أم أنها تعيش وهماً جماعياً.. ألا ترى أن مواقفها الصبيانية لا تليق بدولة.. ألا تشعر بالخزي وانكشاف عورتها أمام العالم!
وكل عام.. وكل حج.. ومملكتنا وحجاج بيت الله بخير..
وكل عام ونحن مستعدون وخداماً للحجيج..
فهاتوا ما تبقى من كيدكم فلن يثني عزيمة شعب يرى في خدمة حشود الحجيج رضا الله.