محمد آل الشيخ
الرئيس الأمريكي أوباما الذي هو الآن على وشك أن تنتهي فترة ولايته بعد أن سلم العراق للص بغداد الشهير «نوري المالكي» الذي قام بدوره بتسليمها مكبلة بالنعرات المذهبية إلى ملالي إيران؛ والمالكي هو من أمعن في انتقامه وتشفيه من أهل السنة في العراق، وصادر حقوقهم، واضطهدهم، حتى أفرزت أوضاعهم المكبوتة (داعش) التي مزقت العراق إربا إربا، وأشعلت فيه حربا أهلية أكلت الأخضر واليابس؛ وداعش بالمناسبة ستبقى في وجدان أهل السنة في العراق أجيالا وأجيال، وإن تم القضاء عليها جغرافيا.
وسياسة أوباما الذي وقف مع (جماعة الإخوان)، وضغطت على الرئيس «حسني مبارك» للاستقالة، وتسليم مصر إلى الإخوان، فكادوا يلقون بها إلى التهلكة؛ وما زالت مصر تعاني على المستويات كافة، وبالذات على المستوى الاقتصادي، من تبعات فترة الإخوان.
وفي ليبيا كان لتدخل الطائرات الأمريكية فترة الرئيس أوباما مساهمة محورية في إسقاط القذافي، ثم ترك ليبيا تتجاذبها الحركات المتأسلمة السياسية، دون أن تحرك أمريكا ساكنا.
أما في سوريا، فقد اتفق كثيرون من المحللين والمراقبين، ومنهم أمريكيون أيضاً، على أن سياسات أوباما وتردده وعدم حسمه للأمور منذ بداية الأزمة السورية، كان له دور رئيس لاتجاه الحرب الأهلية إلى هذا المستوى من التشابك والتعقيد والتدهور والتشظي.
وإيران، التي كانت في الخطاب الرسمي التقليدي دولة راعية للإرهاب، كما أثبتت ذلك المحاكم الأمريكية، وأكدت ارتباطها العضوي بتنظيم القاعدة، كافأها على إسهاماتها الإرهابية، بأن وقع معها اتفاقية لوزان الشهيرة، ورفع عنها العقوبات، وأتاح لها أن تحصل على أموالها المجمدة، لتتمكن من تنفيذ حلمها التوسعي التي تصرف عليه وبسخاء منقطع النظير.
إنها ثماني سنوات، مرّت على المنطقة العربية خلال حكم أوباما وأملي أن تنتهي دونما مطبات.
ربما أن أوباما نجح اقتصاديا في الداخل الأمريكي أما سياساته في الخارج وبالذات مع حلفاء أمريكا التقليديين، فقد عانوا منها الأمرين، ولا أعتقد أن بالإمكان أن من يخلفه في البيت الأبيض سيكون كما كان الرئيس المنتهية ولايته، كائنا من يكون.
إلى اللقاء