إبراهيم الطاسان
أعلن المخلوع وحليفه الحوثي بمظاهراتهم الاعلامية إرسال الوفود الى بغداد وسيليها لبنان ثم قبلتهم فكرا وعقيدة طهران. إنهم قبروا كل أمل فيهم ببقية من مسؤولية واخلاق انسانية بسعيهم بإرسال وفودهم بحثا عمن يعترف بشرعية ممارساتهم اللا اخلاقية من قتل للأطفال وهدم البيوت واحراق الاجساد العزل إلا من حاجة ماسة للطعام والدواء، واغتصاب السلطة وفرض انفسهم على من لا يريدونهم.
ومع أن نواياهم كانت ظاهرة للجميع أثناء وبعد مؤتمر الكويت، ظل البعض يوهم نفسه أن الحوثي يبحث عن حلول تؤمن له المشاركة في السلطة بنسبة عددية من الشعب اليمني. وهذا كان فكر السيد كيري الذي ابداه في أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده بمعية وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وأكد الفكرة السيد كيري عندما اعاد العبارة «قلة قليلة» وكأنه يبحث لهم عن مكان بين زحام جمع من الحشود.
كيري من حسن حظ الشرعية اليمنية انه يلعب في الوقت الضائع الذي لا يستطيع التصويب فيه، وان حاول التصويب اخطأ الهدف. فالإدارة الامريكية في مخاض ولادة رئيس او رئيسة، فإن كان رئيساً فإن مؤشراته لا تدل على خير منه وفيه. وان كانت رئيسة، فخط خطه الديمقراطي اوباما، وسارت عليه حينما كانت وزيرة للخارجية لن تحيد عنه مهما تعالت نبرات صوتها اثناء حملتها الانتخابية. فليست بمقام فرانكلين روزفلت، ولا جون كندي. ولا بمقام زوجها كلنتون على الاقل.
وامام المجازر التي يمارسها الحوثيون والمخلوع في كل نواحي اليمن، وبأقذر ما توجه اليه الفكر الارهابي بتفجير السيارات المفخخة بالآمنين، ليسدوا لداعش خدمة اعلامية مجانية، بمجرد اذاعة نبأ تفجير هنا او هناك تبادر بتبنيه، حتى لو ان خبرا غير معقول في صحيفة صفراء عن فأر قتل قطاً لتبنته داعش. وهو تبنٍّ لا يعفي المخلوع والحوثي من مسؤولية كل نقطة دم يمنية. والشرعية اليمنية لا يعفيها في تقديري تمسكها نتيجة لشعورها بمسؤوليتها تجاه شعبها اليمني بالوقوف عند كل مبادرة طلبا لتحقيق الاجماع الدولي على شرعيتها، فليست بحاجة للمجتمع الدولي والشعب اليمني يبذل ارواحه بجانبها. ورغبة بالحل السلمي الذي يحقن دماء اليمنيين ويبقي على البقية الباقية من البنية التحتية، هذا غير متاح ولا محتمل مع هذه المليشيات وقادتها المؤدلجة الطامعة.
فماذا ينتظر من نتائج زيارات وفد الحوثي لبغداد وهم يصورون مع المدعو أبو عزائيل؟ او الجعفري الذي بارك لهم خطواتهم؟ كلهم ادوات ايرانية.
هل ينتظر ان يعودوا مؤنبين يعضوا أصابع الندم؟ أبداً وقد راهنت منذ بداية عاصفة الحزم بأنه من المستحيل انصياع الحوثي والمخلوع إلا لسوط القوة.