عبده الأسمري
قبل سنوات حضرت مؤتمراً كبيراً في جدة، وكان يتحدث عن «إدارة الحشود» وتقابلت مع خبراء قادمين من أوروبا وأمريكا وكانوا منذهلين من العرض ولغة الأرقام التي نطقت بها التقارير والشاشات عن كيفية إدارة ملايين البشر في مساحات محددة وسهول وجبال وشوارع ومواقع سكنية في أيام معدودات خلال الحج، ومضت العديد من الدول تتبع العمل الاحترافي والدقيق والجبار كما يصفونه دوما في تطبيق هذه التجربة الكبيرة على مناسبات لديهم لإدارة حركة آلاف أو مئات الآلاف في مواقع مختلفة.
نجاح قيادتنا الرشيدة والقائمين على الحج برهان دائم على الجهود الحثيثة والعمل الدؤوب الذي يبدأ منذ مغادرة الحجيج في عام مضى وحتى وصولهم في عام جديد. مع كل هذه النجاحات التي تسجل لبلدي في هذا الموسم العظيم الذي يتوافد فيه الملايين ليس خافياً على أحد الأمر الذي جعل المهووسين بالفتن الموبوئين بالحقد ومن طغى الحسد على أرواحهم وأنفسهم يحيكون الفتنة ويرمون بالتهم وينادون من على منابرهم المؤسسة على الباطل.
إيران ونظام الملالي وأبواق الضلال دأبوا كل عام على إثارة التصريحات المضللة التي تعكس واقعهم وتعري ذواتهم المريضة عندما تتفوه منظماتهم المأجورة من النظام لتحميل السعودية منع الحجاج الإيرانيين من الحج عبر ادعاءات باطلة وسياسات ملتوية دأب النظام الإيراني على بثها سنوياً بينما الحقيقة والعالم بأسره يعلم أن السعودية رائدة في التضامن الإسلامي وفي الريادة التاريخية في مواقفها الثابتة في الحج وغيره، ولن تسمح لأي حاج مخالف أيا كان بالدخول للمملكة وأداء النسك بدون إجراءات نظامية وعلى النقيض فهي ترحب بأي حجاج إيرانيين شريطة خضوعهم لأداء الحج بتأشيرات رسمية وعبر قنوات رسمية بعيداً عن تسييس الحج واستغلال لغة الشعارات والضلالات لترويجها في أطهر بقعة وأقدس مكان على ظهر الأرض. السعودية فتحت ذراعيها، والدليل أنها استقبلت مئات الحجاج الإيرانيين من أوروبا وأمريكا وأستراليا وآسيا ممن يقيمون هناك وقدموا بطرق رسمية وبنوايا حسنة بعيدا عن السياسة وتسييس الشعيرة لصالح أجندات نظام إيران وطغيان قياداته وبطلان كلامه. الحج شعيرة عظيمة فيها توظف الأخلاق وبها ترتقي النوايا ومنها ترتفع الدعوات بالصالحات، وبلدنا واجهة للنجاح وأنموذج للانفراد في استقبال الحجيج وضيافتهم ومساعدتهم على أداء النسك، فالكل في المناسك عون وأب للصغير وأخ للشاب وابن للمسن، وهذا ديدن كل سعودي يعمل في قطاعات خدمة ضيوف الرحمن والشهادة موثقة بلغة الأرقام والنتائج وشهادات تنطق بالحق من كل قارات العالم. أما إيران فليظل نظامهم وزبانيته تقول الحجج الواهية وتروج الادعاءات الباطلة فلن يزيدهم ذلك إلا ضلالاً ويجعلهم في طغيانهم يعمهون.
أما السعودية قيادة وشعباً مسؤولين وموظفين كباراً وصغاراً فهم على المحجة البيضاء في خدمة ضيوف الرحمن وفي استقبال ملايين الحجاج والمعتمرين سنوياً وشهرياً وهي بذلك تخرج للعالم منهجاً فريداً من العمل المؤسساتي ومن النتائج المبهرة التي تكللت بالتوفيق بفضل الله ثم بقيادة سديدة تضع الحج وضيوف الرحمن «رقماً أول» يتصدر كل الاهتمامات والمسؤوليات ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.