فهد بن جليد
تقبل الله من الجميع صالح أعمالهم، وأضحى مُبارك، في كل الدول الإسلامية تقريباً يُباع خروف العيد (بالكيلو) تبعاً لوزنه، إلا في أسواقنا (البيع تقديري) بناءً على نوعه؟ وشكله؟ حجمه؟ في اعتقادي أن هذا (بخس) بحق المُشتري، وهي ثقافة ليس من السهل تغييرها، ما لم تتدخل وزارة التجارة والاستثمار بحزم، وتُلزم تجار الأغنام بضرورة كشف (وزن الخروف) قبل بيعه؟!
معرفة الوزن أبسط حقوق المُستهلك، وتحديد سعر الكيلو للخروف القائم (الحي) معمول به في كافة الدول تقريباً، كونه من اختصاص وزارة (التموين) أو من يُمثِّلها، وأرجو أن نرى قريباً تنظيماً (لبيع الماشية) يراعي مثل هذه الحقوق؟!
الأسعار في الأيام التي سبقت يوم النحر كانت مُتذبذبة وغير مُنضبطة، وإن كان العنوان الأبرز هو تجاهل (أسعار المواشي) لموسم الأضاحي مُقارنة بالمواسم الماضية، لعوامل عدة؟ أبرزها وفرة المعروض المحلي والمُستورد، الذي رافقه تراجع في الطلب وانخفاض القوة الشرائية لدى بعض شرائح المُستهلكين، مع زيادة أسعار الأعلاف والشعير، إضافة إلى دخول مُضاربين من (العمالة السائبة) التي لا تملك أحواشاً للتربية، فهي تشتري من السوق وتعود للبيع فيه مُكتفية (بربح أقل)، وهو الأمر الذي صبَّ في مصلحة المُستهلك العادي في نهاية المطاف!
كان لا بد من استعراض هذه اللمحة البسيطة، حول مُستجدات سوق الأضاحي التي هي حديث الناس في هذا اليوم المُبارك، لعلنا نستفيد أكثر من تجربة هذا الموسم لتنعكس على المواسم المُقبلة، بتوفر الأضاحي لكافة شرائح المُجتمع بأسعار مقبولة، تتوقف وتختفي معها ظاهرة شراء الأضاحي وذبحها في الخارج، بحجة الفرق الكبير في السعر؟!
لنفرح بهذا اليوم العظيم يوم (العيد الأكبر)، ونحن نتابع حجاج بيت الله الحرام وهم يكملون فريضتهم بكل راحة وطمأنينة، في رحلة إيمانية فريدة للمشاعر المُقدسة، يحملون فيها السلام والحب، والمساواة والنور، حيث البقاع التي ترمز لوحدة المسلمين وتماسكهم، بصفاء عقيدتهم لا فرق بينهم إلا بالتقوى أخوة مُتحابين، في بلاد عامرة بفضل الله أولاً، ثم بفضل جهود المؤمنين الصادقين الذين استشعروا عظم الأمانة والمسؤولية المُلقاة على عاتقهم، ليجعلوها منارة إسلامية تسحر القلوب جمالاً وروعة!
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين وقادتها من كل مكروه، وكل عام وأنتم بخير.
وعلى دروب الخير نلتقي.