د.عبدالعزيز الجار الله
اعتادت إيران على مر تاريخها قبل الإسلام وبعد الإسلام وحتى تاريخنا الحديث وأيضا المعاصر أن تحتل أراضي جوارها ثم تقوم بمرحلتين هما:
الترحيل القصري، ترحيل شعوب الدول المحتلة قصريا عن الحدود التي خطتها لنفسها.
التغيير الديمغرافي، تغيير التركيبة السكانية بالدفع بسكان وعناصر جديدة للمناطق المحتلة.
فقد احتلت إيران دولا ومناطق حتى أصبحت إيران مجموعة دول وشعوب في حيز واحد تشكل إيران الحالية، تجمع أقليات تمثل (50) بالمئة من السكان هم ما يطلق عليهم الأقليات والنصف الآخر من الفرس، وحتى الفرس بعضهم من دول آسيا الوسطى ومن دول شرق آسيا، وقد تكون هذه الحالة مشابهة لحالات أخرى في دول العالم، لكن الأهم السياسة الإيرانية التاريخية مع جيرانها حين كانت إمبراطورية ساسانية قبل الإسلام، وقوة إقليمية من القرن الخامس عشر الميلادي بعد قيام الدولة الصفوية بداية القرن العاشر الهجري مروراً بفترة الشاه وحتى ثورة 1979م وهي تمارس سياسة الاحتلال والتهجير القصري والتغيير السكاني.
احتلت إيران دولا ومناطق واجتاحت شعوبا وضمتها، من الشمال: الأكراد، والتركمان، والمزندران، والجيلك، والأذربيجان، والطاليون. ومن الجنوب الشرقي ومن الجنوب: البلوش, وعرب الساحل الشرقي. ومن الغرب: قشقان، والبختيارية، لور، عرب الأهواز، الأكراد. وهذه دول وإمارات اجتاحتها إيران ومارست معها سياسة الترحيل القصري لتجريدها من دولها الأصلية ومن حقوقها الدينية واللغوية والعرقية.
كما مارست إيران سياستها الثانية - تغيير التركيبة السكانية - مع تلك الشعوب تعاقب التهجير وتغيير التركيبة السكانية في نفس الوقت، والآن تمارسه وتحاول تفرضه منذ زمن مع دول عربية هي: العراق، سورية، لبنان، اليمن. فهي في العراق تسعى إلى زج عناصر شيعية باكستانية وهندية وأفغانية مقاتلين وعائلات وعمال في الأراضي العراقية حتى تغير التركيبة السكانية بمزيد من الشيعة وغير العرب - العجم - في البلاد العربية، وفي سورية هجرت سكاناً وقامت بإحلال سكان من شرق وجنوب آسيا ومن العراق ولبنان وإفريقيا مقاتلين ومرتزقة حرب وتهجير. وفي لبنان حولت جنوبه إلى شيعة موالين إلى إيران، ومحاولة تغليب الشيعة الإيرانية على كل طوائف لبنان، أما اليمن فقد سعت ومنذ زمن إلى جعل صعدة ومدن يمنية شيعية المذهب والهوى والميول الإيرانية، وسعت إلى نشر التشيع الإيراني في مدن الشمال وجنوب اليمن حتى جاءت عاصفة الحزم لتكشف كل مخططات إيران في اليمن من تغيير في التركيبة السكانية والمذهبية والسياسية.