إن المملكة العربية السعودية تعد الدولة الوحيدة في العالم التي تدير أكبر حشد بشري من جنسيات مختلفة في توقيت واحد وهو يوم عرفة وما بعده من أيام مناسك الحج يصل إلى ثلاثة ملايين حاج سنوياً، فالمملكة هي الأولى في إدارة الحشود عالمياً وأصبح لديها من الخبرات والإمكانات الضخمة التي تفيد البشرية بأكملها في إدارة الحشود.
وتسخّر المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي العهد كافة إمكاناتها لإنجاح موسم الحج وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن والجميع يلمس حجم الجهد الذي تقوده إمارة منطقة مكة المكرمة بقيادة الأمير خالد الفيصل في تقديم الخدمات والتسهيلات والمتابعة مع كافة الجهات لتنعكس بالإيجاب على الحجاج وقد اطلعنا في الأيام الأخيرة على بعض توجيهات الأمير خالد الفيصل من تخصيص المطاف للطائفين من الحجاج للحد من الزحام في منطقة المطاف، والتشديد على الحج بتصريح لحجاج الداخل لمنع الافتراش وتخصيص مسار إلكتروني لتكون تكلفة الحج في متناول الجميع، وتخصيص رقم للطوارئ خاص بإمارة وأمن منطقة مكة المكرمة، بالإضافة إلى الحزم بعدم السماح بأي شعارات سياسية أو تنظيمية أو طائفية أو حزبية في صورة فردية أو جماعية.
وفي ظل التوسع الذي يشهده الحرم المكي الشريف هناك حالة من الحراك لسباق الزمن لإنشاء سلاسل من الفنادق لاستيعاب أي زيادات في أعداد الحجاج أو المعتمرين.
ونتوقّع أن تشهد المنطقة المحيطة بتوسعات الحرم المكي الشريف خلال العامين المقبلين نقلة نوعية في أعداد الفنادق التي ستعمل في هذه المنطقة الحيوية في ظل التسهيلات والدعم المستمر لإمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة منطقة مكة المكرمة والهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة الهادف إلى الإسراع في تنفيذ المشاريع الفندقية المحيطة بمنطقة التوسعة في الحرم، ووضع اللمسات التي تميز هذه المنطقة ببعديها الديني والتاريخي بالإضافة إلى العمل على تسهيل حركة الزوار والمعتمرين ليتفرّغوا للعبادة في أطهر بقاع الأرض وإقامة البنية التحتية التي تتناسب مع معدلات الزيادة من المعتمرين والزوار.
فنعم القرارات ونعم التحركات التي يقودها أمير مكة ليتميز موسم الحج ويظهر بالصورة التي تضعها المملكة وترضي قاصدي البيت الحرام.
وهذه الجهود العظيمة من الدولة بكافة مؤسساتها وقطاعاتها تتطلب من الجميع التعاون والالتزام بالأنظمة ونشر الوعي وعدم التزاحم وتجنب الترويج للشائعات والبعد عن الشعارات السياسية والتنظيمية ومساعدة بعضهم البعض ولنعلم جميعاً أن مسؤولية إنجاح الحج هي مسؤوليتنا جميعاً وليست الحكومة بمفردها ونرى إن شاء الله موسم حج متميزاً ومتفرداً يشهد له الجميع، ونسأل الله التوفيق والسداد لقادتنا ومسؤولينا في خدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام.