خالد بن حمد المالك
هم هكذا، لا يهدأ لهم بال، ولا يستقر لهم قرار، إلا بممارسة الشيطنة مثلهم مثل كل الأشقياء، فهنا تكون راحة البال، وهنا تكون أوهامهم بأنهم أقوياء، بزعم أنهم يخيفون غيرهم، ولو بالكلام غير المنضبط، وبممارسة ما تعف عنه ألسنة العقلاء من ثرثرة على نمط ما يتفوّه به سفهاء إيران، وبقياس ما يتلفظ به -تحديداً- كبيرهم (علي خامنئي) الذي علّمهم ما جهلوه من كلام بذيء وأسلوب رخيص وعبارات نتنة.
* *
هم هكذا، أشقياء لا يقر لهم قرار، ولا يستوي لهم موقف، إلا ببث شيء من مخبوء رصيدهم في الإسفاف، والبذيء من الكلام، في تهريج وغباء لا يُنَافسون عليه، وتصرفات هوجاء لا يحسدون عليها، دون أن يكون هناك من عقلاء الإيرانيين من يجرؤ على مواجهتهم بالقول الصحيح، أو أن يفكر في كلمة تعارض سلوكهم، وويل لمن يقف هذا الموقف منهم، فالمشانق مهيأة وفي جاهزية وهي أسلوبهم في الحوار مع المعارضة، فالإعدامات هي الحل بمعتقدهم لكل صوت وطني مخلص ينطق بالحق.
* *
هؤلاء ليس لهم من صديق، إلا أن يكون كما هم، بفكره وقناعاته وممارساته، وما عدا ذلك فهو ليس منهم، وسيكون شيطاناً بحسب تصنيفهم، عدواً يجب ملاحقته، فهم بطبيعتهم يتوجسون خوفاً وقلقاً من كل شخص ومن كل تنظيم، ما لم يثبت ولاؤهم وتجاوبهم مع هذا العفن من الأفكار التي يتبنونها، وهي -بالتأكيد- أبعد من أن يصدقها غير مجنون مثلهم.
* *
اصغوا جداً إلى خطبهم، تأملوا مواقفهم، ودققوا في أعمالهم الإجرامية، ستجدون أنكم أمام تنظيم إرهابي باسم دولة، يقوده معتوه لا يتوارى عن قذف الآخرين بسموم حقده، فيما هو من يستحق أن يعاد إليه لؤمه وكراهيته وبأن يوضع في حجمه الطبيعي، وإن كان ذلك لا يضيف شيئاً على من هو بهذه المواصفات والصفات.
* *
هم هكذا في إيران، استولوا على السلطة، ووضعوا أيديهم على مقدرات البلاد، وحرموا الشعب من حقوقه، وآذوه في حياته، ونكلوا بالأحرار الشرفاء منهم، وزرعوا ثقافة الكراهية بين الناس في إيران وخارج إيران، وتدخلوا فيما لا يعنيهم في دول المنطقة وخارج المنطقة، ما لا يمكن تفسيره، أو معرفة مغزاه، أو الوصول إلى أهدافه، إلا حين نسمع نعيق مرشدهم، وبكائياته على فشله في اختبار قوة المملكة وحضورها في أي تضاد في المواقف بين الدولتين.
* *
فهو بخطابه الأخير امتداداً لخطابات سابقة، إنما يحاول أن يلهي المواطنين الإيرانيين بعبثه وجهله وافتقاره إلى الحكمة والدبلوماسية عن الوضع المأساوي المرير الذي يمرون به منذ أن عاد مقبورهم الطريد في العراق ثم في فرنسا الخميني إلى طهران بأجندته لإذلال المواطنين الإيرانيين انتقاماً من سنوات الضياع التي قضاها منبوذاً خارج إيران، فإذا به يؤسس لفترته ولمن جاء بعده لهذه السياسة الحمقاء التي لم يحصد منها الشعب الإيراني إلا الفقر والعزلة والضياع والقهر وتكميم الأفواه.
* *
هذا المرشد الضال يمنع حجاج إيران من أداء مناسكهم ما لم تذعن المملكة لشروطه، وهو يعرف أن المملكة ليست تلك الدولة التي يمكن أن تستسلم لضغوطه وتقبل بما لا ينسجم مع خططها وبرامجها لتنظيم الحج، ربما لأنه نجح أو (ضحك) على دول العالم في موضوع المفاعل النووي، فاعتقد أنه يمكن أن يلعبها كذلك مع المملكة، فهيهات يا خامنئي!
* *
هل قرأتم خطابه الأخير، وقد عرّى نفسه، ولم يعد لديه بعد هذا الخطاب ما يخفيه، وهو الذي انتقى من الشتائم والأكاذيب وعبارات التحريض، ما لا يمكن أن يقولها إلا (مخبول!) كهذا الذي يجلس على كرسي المرشدية لشعب مكلوم من نظام يحكمه بالحديد والنار، ولا يتورّع عن بيع الكلام الرخيص له، عوضاً عن أن يسمو بكلامه، ويمنح الشعب الأمل في توفير لقمة العيش والحرية التي استباحها وقوَّضها وعمل بها ما عمل، ليجعل من المواطنين أذلاء وبلا إرادة أو صوت مسموع.
* *
قل يا خامنئي عن المملكة ما تشاء، وابك ولا تتوقف عن البكاء، فأنت في موقف ضعف وهوان في اختبار القوة مع المملكة، ولن تكون الآن ومستقبلاً إلا هكذا، فقيادتنا لا تنحني إلا لله، ولا تساوم على مصالح الشعب والوطن، ولن تفرّط بأمانتها في خدمة الحج والحجيج، أما هذيانك، فمآله أن تذروه الرياح إلى حيث مكانه الطبيعي في الأماكن القذرة.