عمر إبراهيم الرشيد
تعرف حرب العصابات في العلوم العسكرية بأنها تلك التي تخوضها مجموعات مسلحة تنتهج أسلوب الكر والفر دون خطط عسكرية إستراتيجية بعيدة المدى، إنما هجمات متفرقة وفردية أحياناً لكسب اشتباك هنا أو إيقاع خسائر هناك تتغير وتتبدل بحسب الظروف. ومعلوم كذلك أن هذا النوع من المواجهات يصعب أحياناً حسمه سريعاً من قبل الجيوش النظامية بالانتصار على تلك العصابات، إنما تلجأ الجيوش إلى تكتيكات من شأنها إنهاك تلك العصابات حتى تقصر أنفاسها عن المواجهة فتنهزم بذاتها خاصة إذا قطعت الإمدادات عنها. لست متخصصاً في هذا المجال، إنما هي محاولة للتقريب، ذلك أن المناطق الجبلية تحديداً تعد الأصعب لأي قوات مهما بلغت مهارتها العسكرية، فبريطانيا عجزت عن احتلال أفغانستان قبل الروس لأن البلد جبلي وأهله أعرف به.
المملكة في دفاعها عن أراضيها ودول الخليج وإنقاذ اليمن الشقيق من براثن المجوس تخوض هذه المعركة على جبهتين، جواً وعلى حدودها الجنوبية، وهذه قد لا يدرك البعض الفارق الذي ذكرته بينها وبين الحرب التقليدية. ويظل أبطالنا يقدمون التضحيات والبطولات دفاعاً عن أرض الوطن ضد تلك العصابات التي باعت أوطانها وضمائرها وعروبتها لمن يحاولون التسلل من الباب الخلفي للجزيرة العربية، دافعهم الحقد المترسب لكل ما هو عربي وإسلامي صاف. هذا إلى جانب أهلنا في الجنوب الذين يرابطون في مدنهم وقراهم بكل إباء وشجاعة ومكملين لجهود جنودنا وبطولاتهم.
ولا ننسى ما تقدمه المملكة من دعم مواز لمجهودها العسكري، ألا وهو الدعم الإنساني والتنموي لليمن الشقيق، إلى جانب الأشقاء السوريين والفلسطينيين وكل منكوب وملهوف عبر مركز الملك سلمان الذي وحد الجهد الإغاثي وانتهج الأسلوب المؤسساتي المنظم إدارياً وفنياً. إذاً فحق الوطن علينا ألا نستمع أو نعين بجهل أو بقصد كل مرجف يريد النيل من هذا الوطن العزيز بنصر الله جل وعلا، وأن ندعو لجنودنا وأهلنا في الجنوب ولقوات الأمن أينما كانت بالنصر والتمكين على كل باغ أو حاقد، والله غالب على أمره.