عبدالحفيظ الشمري
المدارس هذا العام لم تكن على الأبواب إنما وقفت عند النافذة أو الشباك تنتظر الطلاب والمعلمين، فأنصتت على مدى أشهر ثلاثة إلى الكثير من المقولات والمقترحات التي لم يفعل شيء منها في هذه الإجازة الطويلة وغير المعتادة؛ إنما غلبت على الأمر سكينة وصمت.
إلا أن ما يلاحظ على تلك المقولات أنها تشبعت بكمٍّ هائل من الطرف، والتعليقات، والنوادر التي لم تتوقف عند حد معين، إنما بات يقارن المعلم بوصفه موظفاً مع من سواه في القطاعات الحكومية الأخرى وكأنهم يغبطونه في إجازته هذا العام.
وهناك من عدها بأنها غفوة طوية نوعاً ما، تقدر بنحو ربع عام؛ عاشها التعليم بمختلف مراحله، ومكوناته ممثلاً بالتعليم الحكومي والأهلي، إلاّ أنّ العمل التنظيمي يبدو أنه لا يزال في غفوته، ولم يعد قادراً على السعي إلى تطوير المرافق وصيانتها، وتقديم رؤية تعليمية مناسبة.
فالعمل التنظيمي، والاستعداد المبكر لبداية العام الدراسي مطلب مهم، وضرورة تحتمها فرضيات وإشارات القياديين في العمل التعليمي بأن انطلاقة العمل ستكون من أول يوم، إلا أن بعض المدارس الحكومية لا زالت تعاني من شبه إهمال وغياب رغم جهود فرق الصيانة في المناطق التعليمية.
فالبيئة التعليمية لا شك أنها تحتاج إلى تجديد وتطوير، يتمثل بتوفير الكثير من المتطلبات التي رفعها مدراء المدارس والعاملون الإداريون، رغبة في أن تكون هذه الإجازة فرصة لعمل نوعي يعيد لبعض المدارس الحكومية هويتها التي تكاد تكون غير متكاملة، على نحو التجديد والتطوير في مرافقها.
وبما أن الإجازة باتت على الأبواب أو عند الشبابيك، فإن المدارس الأهلية أيضاً تحتاج منا إلى وقفات وتدبُّر، لأنها قطاع يشغل ذاته بذاته، لذا يتطلب منه وجود عمل تربوي وتعليمي متكامل، وبيئة عمل وتحصيل متميزة، فملاّك المدارس الأهلية كان لهم ترتيبهم الخاص في التبشير والتبرير في رفع رسوم مدارسهم، لكن عسى أن يرفعوا معها مقوّمات المدارس وقدراتها.
الغريب في أمر المدارس الأهلية أنهم ومع زيادة الأعباء على الطلاب وذويهم في الرسوم وجني الأموال فلا يزال المعلمون والمعلمات في مدارسهم يعانون، إذ لا حوافز في وظائفهم، ولا زيادة في رواتبهم؛ رغم تصاعد زيادة الرسوم في كل عام؟! وحينما نقول إن المدرسة تستعد للعام الدراسي، فإنه من المهم أن ينصت هؤلاء المُلاّك بما يكفي إلى مطالب العاملين، وأن يصوغوا متطلبات المرحلة وتحولاتها النوعية كجزء من رسالتها الإنسانية والمعرفية في حياة المجتمع.