لبنى الخميس
في شهر مايو 2015 وتحديداً في غرفة اجتماعات تدعى الثاني من ديسمبر كنت أستعد لتقديم أول عرض تقديمي لي كمتدربة في مكاتب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لم أرد أن أبدأ العرض بطريقة تقليدية أمام مديري، فقررت أن أسرد قصة رياضي اسمه فوسبيري غيّر مفهوم رياضة القفز بالعصا فوق الحواجز، بعد أن قام بحركة غير متوقعة وقرر أن يقفز على ظهره في حين أن منافسيه كافة كانوا يقفزون على بطونهم، فحقق بعدها أعلى النتائج وغيّر فلسفة اللعبة إلى الأبد. وربطت القصة بإيماني بأن حكومة الإمارات ليست حكومة إنجازات فحسب بل قفزات، وهذا ما أطمح إلى تقديمه من خلال إستراتيجيتي الإعلامية المقترحة وقتها. سألت مديري بعد مرور شهور قليلة من تعييني، متى كانت اللحظة التي قررت فيها أن أنضم لفريقك فأجابني: بعد ما انتهيتِ من سرد قصة فوسبيري ولمحت الإصرار والطموح في عينيك لصنع قفزة «فوسبيرية» جديدة.
مقالي يتناول 4 وصايا عن فن تقديم نفسك وتحديداً في مجال الأعمال سواء وظيفة أو أعمال حرة.
1 - العبها صح!
زار الرئيس كينيدي وكالة الفضاء ناسا مرة، وأثناء الزيارة صادف عامل نظافة في المبنى فعرّف الرئيس عن نفسه، وسأل عامل النظافة ماذا تفعل في ناسا؟ فقال
I›m helping put a man on the moon أنا أساهم في إرسال إنسان إلى سطح القمر.
قرأت مرة بأن 50 في المائة هو حقيقة نفسك، و50 في المائة هو ما يعتقده الآخرون عنك.. وفعلاً نظرتك لنفسك وتقديرك لقيمتها هي ما يحدد نظرة الآخرين لك. من الممكن أن يكون تعريفك لنفسك، محمد: عامل في محطة بنزين أو موظف في قطاع النفط، أو تكوني سارة: مأمورة هاتف في سفارة أو إدارية في السلك الدبلوماسي. نحن من يصنع القيمة للعمل بتقديرنا لذاتنا وإيمانا بقيمة أدوارنا.
2 - هل حساباتك التواصلية تنسجم مع طموحك الوظيفي:
رحلة تكوين صورة ذهنية عنك تمر بعدة محطات منها المحتوى الذي تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي. فلا يمكن أن يكون حلمك أن تعمل في مؤسسة جادة ورزينة ويكون المحتوى الذي تقدمه هزلي ويطغى عليه بلهجتنا السعودية أسلوب «الطقطقة». من المهم أن تدرك أن «سناب شات» و»فيس بوك» و»تويتر» ليس دفتر مذكراتك أيام المراهقة فلا تنشر فيه كل ما يخطر في بالك، بل كل مواقع التواصل هي مجالس كبيرة لا يصح أن يقال فيها ما لا تقبل أن يقال منك أو فيك في مجلس مليء بالغرباء قبل الأصدقاء.
3 - عبئ مخزون حكاياتك الثرية:
من أبرز السمات التي جعلت والدي -رحمه الله- قريباً من قلب كل من يقابله وذا كاريزما خاصة، هي قدرته على سرد القصص واستحضار الشواهد، ما جعلتنا نتلهف لحلاوة مجلسه وثراء حديثه. أعمل على بناء مخزون جيد من القصص والتجارب الذي أثرت بك، سواء لأشخاص قابلتهم في حياتك وتأثرت بهم أو رموز عالمية ملهمة.. سيمنح الآخر انطباعاً أنك شخص واعٍ مثقف، يتمتع بالكاريزما والتركيز.. وستكسب انتباهه واهتمامه كوننا مفطورين على حب الاستماع إلى القصص واستنباط العبر منها.
4 - اقرأ الأخبار كل يوم
تكوين العلاقات داخل ميدان العمل هي من أهم الأدوات التي ستثري مسيرتك المهنية وحتى الشخصية، هل تصدق بأن قراءة الأخبار سوف تساعدك على تكوين العلاقات، كونك ستجد موضوعات مثيرة وجديدة تتحدث عنها في المصعد، وممرات المكاتب، وفي الدقائق التي تسبق بدء الاجتماعات.. بالإضافة إلى أن قراءة الأخبار ستثري ثقافتك ومخزونك اللغوي، وتساعدك على تكوين آرائك الخاصة المبنية على تراكم غزير من المعلومات والآراء.. وهذا يساهم أيضاً في رفع منسوب الثقة بالنفس.