«الجزيرة» - بسام اللحياني:
لسان حال كل منصف هو الدعاء بأن يكون الله في عون لجنة توثيق البطولات وكل من عمل فيها سابقاً ولاحقاً، ولا شك أن مهمة التوثيق للبطولات مهمة ليست بتلك الصعوبة التي يتخيلها المتعصبون، إنما صعوبتها تقع على عاتق تلك الأندية التي تفرغت لرصد كل المشاركات التي أحرزتها سواء كانت تحت غطاء رسمي أو البطولات التنشيطية أو الودية والتي لن تقبل إلا بإدراجها في سجلها الشرفي.
والحقيقة أننا حديثو عهد بالرياضة فعمر الرياضة الرسمية لدينا لا يتجاوز 80 عاماً وهذا العمر لا يشكل أي عائق في تدوين أحداثه وأرقامه، إذا ما علمنا أن الصحف والمطبوعات بدأت في تدوين الأحداث ونشر الأخبار منذ عام 1932 ميلادي أي قبل إنشاء القسم الخاص في وزارة الداخلية للإشراف على الحركة الرياضية في عام 1952 ميلادي.
وما يخجل في الأمر هو أننا قرأنا في كتب التاريخ سير وأحداث أمم سبقتنا وأسماء مواقع ووقائع حربية أسبابها وأعدادها وأزمانها وأسماء قادتها وتم نقلها لنا بوسائل بحث ومصادر معلومات ضعيفة تعتمد على ألسن من حضرها من جيل إلى جيل ونادراً ما تجد اختلاف بسيط في النقل، وهذا الأمر يجعلنا أمام واقع حتمي من ضرورة التوثيق وإعادة التاريخ لمساره الصحيح لا لشيء إنما لمواكبة نهضة هذه البلاد وتوثيق أحداثها الرياضية ونقلها لمن سيخلفنا من أجيال التي ستبحث يوماً ما عن المعلومة.
لذلك على رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالله بن مساعد وكل أعضاء لجنة التوثيق وكل العاملين في الحركة الرياضية مهمة إعادة الأمور لنصابها الصحيح دون الالتفات لأي نادي ما دامت اللجنة قد تواصلت مع كل الأندية ووثقت تلك المخاطبات التي حرصت من خلالها على حفظ الحقوق.
هذه المهمة «يسيرة» اليوم مع ما يتوافر من إمكانيات ومراجع ومصادر معلومات توثق الأحداث من أرشيف إعلامي مقروء ومسموع ومشاهد، والانتظار أو التأجيل سيزيد من صعوبة هذه اللجنة التي تُعنى «بالتأريخ» لأنها ستترك مجالاً للتأويل والتحريف والزيادات التي ستجعل من سيخلفنا من أجيال أمام تاريخ مشوه وضبابي لا يعرف فيه الحقيقة من التزوير.
لذا يجب على جميع من يعمل في الوسط الرياضي تهيئة الأجواء المناسبة لهذه الخطوة المهمة التي ستترك أثراً خالداً في تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية.
رصاصات
- استخدام لغة البيانات قبل معرفة أي حدث هي لغة استباقية لها معنى واحد أنها (تشك) في نزاهة وأمانة اللجنة وأعضائها دون تثبت من المنهجية التي ساروا عليها.
- البطولات الرسمية هي التي تحددها الجهة الراعية لهذه البطولات وهي الأدرى بأسس التصنيف التي بني عليها عمل اللجنة تماماً كما حدث للاتحاد الإسباني.
- في كل مناسبة وطنية لمنتخبنا الوطني الأول نستحضر الماضي الجميل لمشاركاته لتذكير الجيل الحالي بماضينا، وتأجيل النتائج التي توضح حقيقة الحركة الرياضية يزيد من ضبابية الصورة أمام الجيل الحالي.
- استصغار أعمار العاملين في لجان التوثيق هو من السفه وقلة الحيلة، إذا ما علمنا أنهم أي أعضاء اللجان استعانوا بمنهجية واضحة وسليمة.
- المؤرخ الرياضي ليس شرطاً أن يكون «لديه علم في الفقه الشرعي» كما ذكر الأخ محمد القدادي وإلا كيف تم تأريخ الحركة الرياضية في إسبانيا وإيطاليا!!
تشطيبة
الأمم التي لا يعرف لها ماض لن يعرف لها مستقبل.