يوسف بن محمد العتيق
هذه نظرة سريعة على محطات تاريخية مهمة مرتبطة بالحج وكيف كان حجاج إيران يؤدون نسكههم كما باقي المسلمين على تعددهم وتنوع بلدانهم وأفكارهم ومذاهبهم يدل على أن إيران ما بعد (1979م) لها أجندة أخرى في الحج غير الطواف والسعي في البيت العتيق والوقوف بعرفة وبقية المشاعر، بل لهم أجندة هي أبعد ما تكون عن أركان الحج المنصوص عليها في كتب الفقه عند المذاهب المشهورة في التراث الإسلامي.
* *
السلطان عبد العزيز يشرح للإيرانيين منهجه وإيران تثني!!
أول ما شرف الله الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه بحكم هذا البلد، وضم الحجاز إليه أتى إليه وفد من الحكومة الإيرانية ليسمع من الملك (وكان وقتها سلطان الحجاز ونجد) ما ينوي فعله فشرح لهم ما ينوي عمله في المشاعر المقدسة، فكان رد الوفد بالامتنان والسعادة، وبين الملك المؤسس لهم أن هذا الحديث ليس خاصا بأهل إيران بل هو لكل حجاج العالم الإسلامي، كما هو في الوثيقة المرفقة.
* *
الإيرانيون يعترضون وعبدالعزيز يقول (الشرع هو الحاكم بيني وبينكم)
وفي تلك الفترة من الطبيعي أن يعترض الايرانيون على بعض الضوابط والتنظيمات التي وضعها الحاكم الجديد للحجاز عبدالعزيز، مع اتفاقهم معه بشكل عام في الخطوط العريضة فكان رد عبد العزيز أن نجمع العلماء والمختصين في الشريعة من العالم الإسلامي (وليس السعودية) ونحكمهم، والرأي رأي العلماء، مما يدل على أن عبدالعزيز هدفه الأول سلامة موسم الحج من التسييس ودخول الحجاج في ما ليس له صلة بالحج.
مع التذكير بأن مطالب الحجاج الإيرانيين تلك الفترة مغايرة تماما لما يطلبه دعاة ولاة الفقيه الآن، ومع ذلك كان الرد حاسما لأجل راحة كل الحجاج القادمين من كل فج عميق.
* *
حجاج إيران على العين والراس ومحل اهتمام ولي العهد
هكذا، هي العناية السعودية بكل الحجاج إلا أنه كان لمرور الحجاج الإيرانيين القادمين عن طريق البر عناية خاصة عند ولي العهد الأمير سعود (الملك فيما بعد).
* *
معاهدة الصداقة بين البلدين والحج حاضر فيها!!
وفي الاتفاقية التي وقعها الملك عبدالعزيز عن طريق مندوبه سابقة (وكان وقتها ملك المملكة الحجازية النجدية) معاهدة صداقة مع إمبراطور إيران أتى فيها بند مستقل يخص الحج وأن الحجاج الإيرانيين كسائر الحجاج لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، ولم ينص على منح حجاج إيران أي استثناء عن باقي الحجاج.
* *
رئيس وفد الحج الإيراني يشكر الملك ويقدم هدية لولي العهد!!
* *
الحق واضح وإيران تشكر سلطان الحجاز عبدالعزيز
وبعد أول حجة يحجها الإيرانيون في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز ورؤيتهم للحج ورؤيتهم الفرق بين الحج الخاص والحج المشوب بممارسات خارجة عن روح الحج ركن الإسلام الخامس أتت برقيات الشكر من حجاج إيران للسلطان عبدالعزيز. وهذه الحجة كانت في سنة (1347 هــ)، وجدير بالذكر أنه بعد موسم الحج هذا بأشهر قليلة قامت العلاقات السياسية الرسمية بين الحجاز ونجد وملحقاتها (السعودية فيما بعد) وإيران.
وفي الفترة نفسها وقعت مملكة الحجاز ونجد معاهدة صداقة، وتم توقيعها في طهران.
* *
هذا واقع حجاج إيران في السابق، كل الشكر والامتنان لحكومة السعودية على العناية بالحجاج الإيرانيين... من الذي تغير ؟!
هذه نصوص وأخبار مختصرة ليست خاصة بالعلاقات السعودية الإيرانية في تلك الفترة، وليست عن موسم الحج في تلك الفترة أيضا، بل تتحدث عن موضوع واحد وهو كيف كان الحجاج الإيرانيون يؤدون مناسكهم في الديار المقدسة بشكلهم الرسمي أو الشعبي، وكلهم متفق على الثناء على ما تقدمه السعودية للحجاج بشكل عام وحجاج إيران بشكل خاص.