الجزيرة - سليمان اللزام:
نقطياً ومنطقياً جاءت حصيلة المنتخب السعودي من الجولتين الأولى والثانية ممتازة للغاية حين حاز العلامة الكاملة «6 نقاط» من مواجهتين أمام تايلاند في الرياض وأمام العراق في ماليزيا وهي المباراة التي تعد خارج الأرض وعلى ملعب الفريق المنافس.. تلك الحصيلة النقطية أسعدت عشاق كرة القدم السعودية والذين أظهروا بهجة كبيرة بهذه النتائج الجيدة وهي الأهم في تصفيات قوية مثل هذه التي يخوضها الأخضر أمام منتخبات عريقة لها باع طويل وحضور فاعل في المحفل القاري والمشهد العالمي، إلا أن الأمر المقلق لدى الشارع الرياضي السعودي هو ذلك الظهور الباهت في الجانب الفني والذي كان عليه المنتخب في مواجهتيه تلك، حيث غاب الترابط بين الخطوط والفاعلية في خط المنتصف بضعف الإمداد الهجومي والذي ظل يقف موقف المتفرج في المباراتين بوجود هزازي وحيداً منقطعاً بشكل واضح عن زملائه عدا الفترات التي يشارك فيها اللاعب المشاغب فهد المولد فيحدث حراكاً كبيراً على الأطراف باختراقاته الجيدة وانطلاقاته المزعجة لدفاعات المنافسين، أما خط الظهر فلم يكن بأحسن حالاً، حيث بانت فجوة كبيرة في متوسط الدفاع وعلى الأطراف مع تقدم ظهيري الجنب خصوصاً منصور الحربي والذي غاب عن المشاركة وعن أجواء المباريات الرسمية لموسمين كاملين وهو ما أثر على عطائه وفاعليته في الجانبين الدفاعي والهجومي، فيما ظل ياسر المسيليم أميناً في مرماه ذاد عنه ببسالة ووقف بالمرصاد لكل الحالات الهجومية الخطرة التي تعرض لها مرمى المنتخب في المواجهتين وكان يحسن التقاط الكرات العرضية والتصدي للكرات المباغتة والتسديدات المختلفة من المهاجمين وكان بحق هو النجم الأول في تشكيلة «الأخضر» السعودي.
معالجة الأخطاء
لا بد من تدخل الجهازين الفني والإداري للعمل سريعاً على معالجة بعض الأخطاء الواضحة والتي اتفق عليها الكثير من المتابعين ولعل من أبرزها سد الفراغ الواضح في خط الظهر بتقوية الساتر الدفاعي بلاعبين أكثر قوة من الناحية البدنية والفنية كعبدالعزيز الجبرين والذي ظل أسيراً لدكة البدلاء وحين شارك في دقائق معدودة كانت له بصمة واضحة، كما يجب الاستعانة باللاعب الشاب عبدالرحمن العبيد في الطرف الأيسر بديلاً عن منصور الحربي والذي اجتهد كثيراً ولكن غيابه الطويل عن المباريات بان على أدائه بشكل ملفت، أما منطقة المنتصف فهي بحاجة لإعادة نظر من مدرب المنتخب «مارفيك» إذ يغيب صانع اللعب الماهر الذي يتقن توزيع الكرات العرضية والبينية الطويلة والتي تصنع حلولاً جيدة للمهاجمين ولعل أبرز من يتقن مثل هذه الألعاب عبدالمجيد الرويلي، وأحمد الفريدي ومحمد الشلهوب ولو لبعض فترات المباريات التي تحتاج فيها لعناصر الخبرة القادرين على صناعة الفارق وخدمة المنتخب عند الحاجة.
التهيئة النفسية:
في العلم الصحيح والحديث لكرة القدم والرياضة عموماً من الأشياء الجيدة والمفيدة أن يتم الاستعانة ببعض الخبراء البارزين في التهيئة النفسية للاعبين للعمل على تحفيزهم قبل المباريات وإعطائهم دفعة معنوية عالية تساهم في شحذ هممهم وخوض المباريات بروح عالية وقتالية كبيرة طوال التسعين دقيقة، وهي خاصية قد لا يمتلكها بعض الإداريين إذ تتطلب أناس متخصصين ولهم باع طويل في هذا الجانب، وهناك ثمة أسماء بارزة ومتميزة من الممكن أن تساهم في تقديم دفعات معنوية عالية للاعبين أثناء المعسكرات، ولن يضير إدارة المنتخب أو ينقص من قدرها وعملها إن بحثت هذا الموضوع وتعاملت معه بجدية وأهمية كبيرة.
في الوقت متسع:
يرى الكثيرون أن في الوقت متسع وأن أمام الجهازين الفني والإداري بالمنتخب فترة زمنية جيدة ومناسبة لتعديل بعض الأخطاء الواضحة والظاهرة التي بانت في اللقاءين السابقين قبل مواجهة أستراليا بعد أقل من شهر على استاد مدينة الملك عبدالله بالجوهرة بجدة، ونتمنى أن نرى تكاتف الجميع والوقوف صفاً واحداً مع «الأخضر» قبل خوضه المواجهات الصعبة المقبلة والمتبقية وهي الأصعب بالتأكيد أمام أستراليا واليابان والإمارات وهي المنازلات المفصلية التي تكشف قدرة المنتخب ومقدرته على التعامل مع مثل هذه المباريات القوية والكبيرة والتي تحتاج إلى إعداد متكامل وجاهزية عالية.
كما نتمنى أن يكون الجمهور السعودي في الموعد بتواجده المكثف وحضوره الفاعل والمؤثر إيجاباً على لاعبي المنتخب وسلباً على عناصر الفريق المنافس وهو ما اعتاده الجميع من الجمهور السعودي الذي يقف مع منتخب بلاده في كل المناسبات دون تكاسل أو تقصير.