كلما أطلت التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم استحضرنا الماضي الجميل لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم على أمل العودة مجدداً لتكرار تلك المحطات التاريخية الجميلة في مسيرة الرياضة والشباب في وطننا الفتيّ الغالي إذ لم يزل الهدف الثاني في مرمى منتخب تونس الذي سجله قائد منتخبنا الأسطورة سامي الجابر في مونديال ألمانيا 2006 هو آخر عهدنا بالظهور المونديالي ومنذ ذلك التاريخ لم نُوفّق في الوصول إلى المحفل العالمي في جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014.
لذلك ساد جو من الأمل والأخضر يتجاوز مفاجأة البدايات في التصفيات الحالية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018 بكامل النقاط الست في الجولتين الأولى والثانية أمام تايلند و العراق على التوالي وتقاسمه مع استراليا إثر ذلك صدارة المجموعة الثانية غير أننا لم نزل قلقين حيال المستوى الفني وكذلك ضعف مخزون اللياقة البدنية لدى اللاعبين حيث لم نشاهد حارس مرمى المنتخب المنافس سوى في أجزاء بسيطة من وقت المباراة باستثناء بعض الاجتهادات الفردية الخجولة فكان السؤال المطروح في الشارع الرياضي السعودي بعد أن «ذهبت الفرحة وأتت الفكرة»: ماذا سنفعل يوم السادس من أكتوبر القادم أمام الضيف الثقيل منتخب استراليا؟! في الحقيقة أن إجابة هذا السؤال مبنية على عدة محاور يجب أن تُبسط بالتفصيل على طاولة النقاش.
في الثاني عشر من أبريل الماضي -أي قبل خمسة أشهر تقريبا- تم توزيع المنتخبات المتأهلة للتصفيات النهائية الحالية إلى مجموعتين وتم أيضا تحديد تواريخ المباريات وأماكن إقامتها وبالتالي عندما نشاهد منتخبنا بذلك المستوى الهزيل المتواضع يحق لنا أن نتساءل: ماذا كان يعمل رئيس اتحاد القدم والجهازين الفني والإداري في المنتخب طيلة هذه المدة؟! وماذا كان يعمل المدرب مارفيك في المعسكرات السابقة؟! سواء من الناحية اللياقية أو التكتيكية وهذا يدفعني للتساؤل حيال جزئية مهمة للغاية وهي انتهاء مدة عمل اتحاد القدم الذي سينهي مدته النظامية في ديسمبر المقبل، ألم يكن من المجدي أن ينتهي عمله مع انتهاء الموسم الرياضي السابق؟ والتحضير للانتخابات قبل بداية الموسم الحالي حتى يتسنى للاتحاد الجديد أن يعمل على الاستحقاقات التي تنتظره ومن أهمها التصفيات الحالية بدلا من حضورهم في وسط معمعة الموسم وفي منتصف التصفيات وحينها ربما لا عمل يجدي ولا تصحيح يفيد ما لم يتم تدارك الوضع بشكل سريع، أظن بأن المادة التي بموجبها استمر اتحاد القدم الحالي حتى الآن بحاجة إلى إعادة نظر وتصحيح لتصبح نهاية عمل الاتحاد مع نهاية آخر موسم رياضي في الدورة الانتخابية خصوصا إذا صادف استحقاقا مهما ومصيريا بحجم التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم.
أنا ضد التدخل من غير المختصين في الشأن الفني في عمل المدربين، وبما أنني لست متخصصا في ذلك فلن أتطفل على عمل مدرب المنتخب مارفيك لكنني سأنقل وجهة نظر الجمهور العادي الذي شاهد أداء المنتخب في الجولتين الأولى والثانية حيث لم يكن هذا الجمهور بحاجة إلى شهادة تخصص فني في كرة القدم لكي يؤكد بأن ما حدث هو ضياع فني بامتياز وعدم معرفة وظيفة كل لاعب داخل المستطيل الأخضر وسط غياب مريب للروح القتالية لدى اللاعبين مما أعاد للأذهان مباراتنا مع ماليزيا في المرحلة السابقة من التصفيات وكيف كان الأداء سيئا للغاية ويفتقد لترابط الخطوط مع بعضها البعض وعندما سجل المنتخب الماليزي في مرمانا تحرك اللاعبون وكأن ماءً بارداً قد نُضح في وجههم فاستفاقوا ورتبوا صفوفهم وبدأ الحماس على أدائهم فسجلوا هدفين في غضون دقائق بسيطة! وهذا مثير للدهشة حيث كان هذا المستوى هو المطلوب منذ بداية المباراة وليس الانتظار حتى يسجل الخصم في مرمانا.
المنتخب بحاجة إلى هزّة إدارية قوية تعيد تقوية مكامن الضعف قبل نزال استراليا ويجب أن يوازي ذلك حملة وطنية تدعم المنتخب وتشد من أزر اللاعبين في جميع وسائل التواصل يقوم بها صناع الرأي العام الرياضي لأن المتابع للأجواء قبل مباراتي تايلند والعراق يشعر بأن المنتخب الذي سيلعب ليس المنتخب السعودي الذي يمثل وطننا الحبيب لذلك يجب أن يضع الإعلام الرياضي يده بيد المنتخب عسى أن تكلل الجهود بالتوفيق وكلنا معاك يالأخضر.
- محمد السالم