«الجزيرة» - سعود الشيباني /تصوير - عبدالملك القميزي:
تلاحق دوريات الإدارة العامة للمجاهدين المهربين والمخالفين للأنظمة بالمناطق الترابية والأودية شمال وغرب مكة المكرمة. ورافقت «الجزيرة» في جولة عددًا من المسؤولين بالمجاهدين، يتقدمهم المدير العام، واستمرت 8 ساعات على مسافة تُقدَّر بأكثر من 300 كيلومتر؛ إذ حررت دوريات المجاهدين أكثر من 8 آلاف محضر، ونقلت عددًا من مخالفي أنظمة الحج، وضبطت أسلحة نارية وذخيرة حية ومخدرات.
وأكد المدير العام للإدارة العامة للمجاهدين الدكتور عبدالله السويد أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تقضي بتسخير المعوقات والصعاب كافة تجاه رجال المجاهدين، وتوفير الإمكانيات والآليات كافة للإدارة العامة للمجاهدين للقيام بمهامها الأمنية لخدمة ضيوف الرحمن، مبينًا أن الخطط المرسومة من قِبل وزارة الداخلية تم بموجبها تكليف دوريات الإدارة العامة للمجاهدين بالطرق الفرعية والمنافذ الترابية والأودية التي يلجأ المتسللون والمخالفون لأنظمة الحج وأنظمة الإقامة والعمل لها لمحاولة سلك الطرق الترابية والفرعية للوصول لمكة، لكن دوريات المجاهدين قطعت عليهم الطريق.
وبيَّن الدكتور السويد أنه بالرغم من صعوبة الوجود بالطرق الترابية، وعدم وجود مقار سكنية لدورياتنا، إلا أن رجالنا يبذلون جهودًا مضنية، وتم توفير الخدمات لهم كالكهرباء والخيام. مشيرًا إلى أن بعض المواقع يشترك معهم فيها فرق الأمن العام.
وقال الدكتور السويد إن مهام دوريات المجاهدين لموسم الحج عادة تبدأ من بداية شهر ذي القعدة حتى نهاية موس الحج؛ إذ تم نشر كمائن في بعض المواقع للإطاحة ببعض المهربين والمتسللين، فيما يجري ملاحقة الفارين من نقاط التفتيش ومواقع الفرز للمواقع الترابية والأودية، ويتم القبض على ممنوعات كالمخدرات والأسلحة.
وكشف الدكتور السويد أن الإدارة العامة تحرص كل عام على منح منسوبيها دورات متنوعة بعد انتهاء موسم الحج، بالتعاون مع حرس الحدود وأمن المنشآت ومدينة تدريب الأمن العام. ومن بين المكلفين الآن بمهام الحج زملاء للتو تخرجوا من دورات متخصصة كالتعامل مع الحشود. كما تمنح الإدارة العامة دورات متخصصة بعد استقطابهم مدربين ذوي تخصصات، تتناسب مع مهام الإدارة العامة للمجاهدين.
وبيَّن الدكتور السويد أن الجهود التي تُنفَّذ بالميدان، ويقوم بها ما يقرب من 5200 فرد، من منطقة الرياض 4000 فرد، وأكثر من 7500 سيارة. مؤكدًا أن المواقع الترابية والأودية تغطَّى من قِبل 120 مركزًا؛ إذ تم استحداث هذا العام قرابة 20 مركزًا.
من جانبه، تحدَّث سلطان بن عيدان الطويل رئيس الطرق الفرعية شمال وغرب مكة بالإدارة العامة للمجاهدين: بدأ عملنا المكثف من بداية شهر ذي القعدة لمنع دخول الحجاج غير المصرح لهم والمتسللين والمهربين للمشاعر خلال موسم الحج، فيما يتم القبض على عدد من الأشخاص الذين يحملون أسلحة نارية أو مخدرات. ونحن نعمل في عمل متكامل مع الجهات الأمنية الأخرى لبسط الأمن، والعمل على راحة حجاج بيت الله الحرام. مبينًا أن هناك أودية تصب في مكة، وهناك بعض المهربين يحاولون الفرار من قبضة الأمن بتغيير طريقهم من الطرق السريعة للفرعية والترابية، ويقعون في قبضة دوريات الإدارة العامة للمجاهدين. مشيرًا إلى أن دوريات المجاهدين منذ 8 أعوام يغطون هذه المواقع، وكل عام يتم استحداث أكثر من موقع للتصدي للمهربين والمخالفين.
وكشف سلطان الطويل أن المهربين يحاولون سلك هذه الطرق في الليل أكثر من النهار ظنًّا منهم أنه لا يوجد أحد، ويفاجَؤون بدوريات المجاهدين الذين يقومون بتمشيط الأودية والطرق الترابية بأسلوب التخفي حتى القبض على المهربين.
وفي السياق ذاته، تشارك الإدارة العامة للمجاهدين بقوة قوامها 5200 فرد، بالتعاون والتنسيق الدائم مع الأجهزة المعنية بأمور الحجاج، وبما يكفل بحول الله نجاح الخطط الموضوعة، ويؤدي إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
وتقوم قوة المجاهدين بالعديد من المهام الأمنية، من أهمها المشاركة في حفظ الأمن، ومنع دخول وخروج المتسللين والمخالفين والمهربين إلى مكة المكرمة من خلال الدوريات ونقاط الضبط المنتشرة بمداخل مكة والطرق الترابية وغير الرسمية وخدمات المياه ومهبط الطائرات والمساندة الأمنية والظواهر السلبية، إضافة إلى حفظ الأمن بعموم المواقع المحددة، وعددها 129 موقعًا. كما تم ضبط 9 مركبات في قضايا متنوعة، و5 قطع سلاح متنوعة، وقطعتين من السلاح الأبيض، و30 طلقة نارية متنوعة، والقبض على 33 شخصًا في قضايا اشتباه وتهريب ونقل حجاج وحالات سكر من جنسيات مختلفة، و18 شخصًا لا يحملون تصاريح حج، وضبط 13 حبة مخدرة من نوع كبتاجون، وقارورة مسكر، و14 شخصًا مخالفين لنظام الإقامة من جنسيات مختلفة، و7151 سلعة من بضائع متنوعة، وهي ظواهر سلبية.
كما تقوم الإدارة العامة للمجاهدين بحشد وتسخير كل إمكاناتها البشرية والمادية في سبيل إنجاح مشاركتها في موسم حج هذا العام، من خلال وضع العديد من التنظيمات الإدارية، وتهيئة أفضل التجهيزات التي تكفل نجاح خططها، وتحقق أهدافها الموضوعة، ومنها تكوين لجان وفرق عمل متعددة الاختصاصات من القياديين ومساعديهم، تتولى التخطيط والتنظيم والإشراف والمتابعة الميدانية في كل ما يتعلق بأعمال قوة المجاهدين توفيرًا لسبل الراحة التي تمكنها من القيام بالأدوار المطلوبة منها، مع رفع ومتابعة حالة الجاهزية وأقصى درجات الاستعداد لدى المشاركين من خلال العمل بروح الفريق الواحد، والاستفادة المثلى من كل الطاقات والإمكانات المتوافرة، والعمل المثمر والجاد من أجل مصلحة أمن الوطن والمواطن وخدمة ضيوف الرحمن.