منى - عبدالله الهاجري وحسن الدهيمان / تصوير - عبدالملك القميزي:
لم تمنعهم حرارة الشمس من العمل، يظلون تحت لهيبها ساعات، هدفهم خدمة الحجاج، يتعبون ليرتاح ضيوف بيت الله، يعكسون للعالم جهد هذه الدولة وجهودهم، لا ينتظرون مديح أحد، ومن يشكك في هذه الجهود فهو جاهل.
قبل وصول الحجاج للمشاعر المقدسة، تجد رجال الأمن في كل موقع أفراداً وجماعات، وبالرغم من خلو المشاعر، إلا أنهم يتمركزون في مواقعهم، يأخذون الاستعداد، وبعدها يتشكلون، يقومون بأدوارهم بكل حرفية، يعيدون تجربة الأداء، ورغم إحساسهم بالنجاح، فإنهم يكررون عملهم في الساعة غير مرة، ليكونوا وقت العمل الحقيقي في قمة جهوزيتهم.
في جولة «الجزيرة» مساء الأمس على الجمرات، لاحظنا جهداً أقل ما يوصف بأنه «يرفع الرأس»، رجال الطوارئ في كل موقع، استعدادات متواصلة، يتشكلون في صور غاية الجمال، هدفهم منع ارتداد الحجاج، وضعوا خططهم بكل دقة عالية، ولذلك فهم يعملون الكثير من الجهد لتطبيق خططهم كما يريدون والهدف منها سلامة الحجاج وبالذات وقت رمي الجمرات الثلاث.
ولأن جميع القطاعات تشارك في إنجاح موسم الحج، فقد شاهدت «الجزيرة» حركة عمل دؤوبة، أفراد الأمن العام والدفاع المدني في قمة حيويتهم، الصحة هيأت مستشفياتها ومراكزها بالكوادر الطبية، عمال البلديات وسيارت النظافة في كل موقع، رجال الكشافة منتشرون على امتداد مشعر منى، سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر مجهزة.
وبالرغم من تكرار المنظر في كل موسم حج، ولكن الجهود وعدد المشاركين والتجهيزات لا تختلف عن العام السابق، بل على العكس يكون هناك تطور أكثر، وبخلاف ذلك فإن جهود الدولة وإنفاقها السخي على كل مشاريع المشاعر المقدسة لم تتوقف، وتوفر الدولة لذلك مليارات الريالات، وهدفها أن يؤدي الحاج واجبه الديني بكل يسر وسهولة في ظل خدمات متكاملة.