سعد الدوسري
صادرت لجنة الغش التجاري في مزاد التمور، الأسبوع الماضي، 1680 كيلو من التمور المغشوشة، حسب تصريحات مدير اللجنة الإعلامية للمهرجان، خالد بووشل. ومع تقديرنا للدور الذي تقوم به اللجنة، إلاّ أنّ من سيقرأ هذا الخبر، سيسأل عن كيفية الغش في مهرجان تتكدّس فيه كل أنواع التمور، بكميات غير مسبوقة، في كل أيام السنة؟! هل الغش في الالتزام بالوزن، أو في آلية التعبئة، أو في خلط الصالح بالطالح في عبوة واحدة؟!
لقد أصبح الغش مرتبطاً في معظم مواقع البيع والخدمة. لا أحد، إلاّ من رحم ربي، يتعامل مع المستهلك للبضاعة أو الخدمة، بأمانةٍ مطلقة. أي ثغرة متاحة للغش، تجد الجميع يهرولون إليها. لم يخلُ مجال من المجالات من الغش؛ هناك طبيب يغش، هناك داعية يغش، هناك كاتب يغش، هناك مثقف يغش، هناك إعلامي يغش، هناك مسؤول يغش، هناك إمام مسجد يغش، هناك بنك يغش، شركة تغش، أب يغش، أُم تغش، صديق يغش.
لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟!
لقد تفككت أواصر العلاقات التقليدية، وصارت هناك أواصر جديدة، تتسم بِسِمات العصر الجديد، العصر السريع الاتكالي اللامبالي المعتمد على التقنية، أكثر من العواطف. عصر باتت فيه ظاهرة تبادل الأحاديث الضاحكة أثناء مراسم دفن الميت، ظاهرة عادية، وبالتالي فإنّ غش التاجر لأهله، سيكون أمراً غير مستنكر.