«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
بالأمس القريب كنت في عند بوابات مطار الأحساء الصغير، عندما شاهدت أحد المعارف وهو ينزل من سيارته وهو بكامل أناقته وملابسه الغربية وخلفه سائقه يحمل حقيبتيه عندما شاهدني. اقترب مني وصافحني محييا وفي ذات الوقت هامسا.. فرصة «تخاويني» فرددت عليه بلطف شاكرا ومقدرا دعوته وقلت: عاد الواحد يا أبا صالح يسافر في العيد. فقاطعني قائلا: أنت تعرف أنا «يتيم» وكل العيد بالكثير يومين وفرصه الواحد يغير جو ويبتعد قليل عن هذا الجو الخانق. ألا تعرف أن الحرارة اليوم في الأحساء (47) فرددت عليه كلامك نوعا ما معقول لكن العيد مع الأبناء وأفراد الأسرة الكبيرة له طعم خاص. فقال رافعا يده: هذا كان أول النفوس تغيرت والأولاد في هذه السنوات عيدهم مع الإنترنت. وتويتر. والواتساب. ثم قال أخيرا قبل أن يودعني نسيت أقولك العيد بيكون مع «الشلة» وكله عيد في عيد.. وعندما عدت للبيت كانت كلماته وحماسه للسفر في العيد مصحوبة برائحة عطره الباريسي المركز وراء كتابة هذه الإطلالة.. والحق إن ما فعله أبا صالح بات ظاهرة معاشة ومنذ عقود ولكنها تضاعفت في السنوات الأخيرة مع ارتفاع وتطور حياة البعض من المواطنين الذين أنعم الله عليهم بسعة من الرزق والرفاه. كذلك لا ننسى أن انتشار الآلاف من أبناء الوطن في العديد من الدول للدراسة ساعد على سفر أولياء أمورهم خلال الإجازات والمناسبات. نظرا لتوفر السكن والمواصلات لديهم. والجميل أن هناك من يسافر أيضا خلال العيد مع أسرته وأطفاله إلى مناطق ومحافظات أخرى في المملكة هروبا من المصاريف وزوار المفاجآت كما يقول أبو يوسف الذي فضل أن يقضي العيد في ربوع عسير. فهو تعود على أن يقضي بعض أيام إجازة العيد كل عام مع أفراد أسرته لأحدى المناطق بهدف أن يتعرف الأبناء والبنات على ما تزخر به بلادنا من جماليات المكان وما فيها من طبيعة وآثار فهو العام الماضي سافر إلى الجوف واستمتع هناك بإجازته ومنها انتقل إلى العلا حيث شاهد مدائن صالح.. ويضيف بالطبع ربما يتصور البعض أننا نهرب من واجباتنا الاجتماعية لكن بالنسبة لي فأنا موظف وملتزم طوال العام بالدوام ولا أجد بالتالي فرصة للسفر الإخلال العطلة الصيفية وإجازة العيد..؟! نفس الشيء قاله عبدالله العلي الذي حجز للسفر إلى دبي أنه لا يهرب من جماعته وأصحابه لكن عادة هناك برامج وفعاليات لا تقام بصورة واسعة ومتنوعة إلا خلال العيد. فكم هو جميل أن يستمع أفراد أسرته بمشاهدتا كذلك أنه التواصل الاجتماعي يجعل التواصل والاتصال والتهنئة بالعيد متوافرة فهو سوف يبعث للجميع برسالة وانتسابية سوف يضمنها صورا من موقع المهرجانات أو حتى يرسل اسنابات من الموقع... أما فهد.س. موظف حكومي فيقول: نعم سوف أسافر غدا إلى خارج المملكة من أجل إسعاد الأولاد وحتى نقضي على ظاهرة النوم صباح العيد. فلقد اعتادوا على السهر ومن ثم قررنا جميعا على السفر خلال أيام العيد للاستمتاع برامج العيد في الدول الخليجية ونحن هذا العام سوف نسافر إلى قطر نجلس بها كم يوم وبعدها إلى دبي.. وبحكم أننا عائلة كبيرة فإننا وتوفيرا لتكاليف التذاكر سوف نسافر عن طريق البر.. ويضيف بالمناسبة لا تسألونا لماذا نسافر اسألوا المسئولين في الأمانات والبلديات وحتى الجهات الأخرى ما هي الأشياء الجاذبة للمواطنين ليقضوا أيام إجازاتهم في مدنهم صحيح بعض المدن محظوظة بوجود بعض الأماكن والمنتزهات. اسألوهم ما برامجهم المغرية التي تشجعنا على عدم السفر.. في العيد وغير العيد..؟!