فهد بن جليد
المواطن الإيراني العادي يدفع اليوم ثمن تعنت حكومته، وإصرارها على تسييس الحج، واستغلاله لأغراض سياسية مشبوهة لا تمت للشعيرة بصلة، برفضها التعاون مع السعودية في هذا المجال مثل بقية الدول الإسلامية؟!
عندما تشعر أن حكومة بلادك لا تكترث لمشاعرك الدينية، وتعمل على عزلك عن محيطك الإسلامي، فتلك حسرة، وحرقة، ومهانة، يعيشها المواطنون الإيرانيون اليوم، كونهم فقدوا فرصة الذهاب إلى المشاعر المُقدسة مع بقية المسلمين، عندما منعتهم الحكومة الإيرانية من ذلك، مما يدل على أن الدين ليس سوى ستار يختبئ خلفه نظام (الولي الفقيه) في طهران لتحقيق أطماعه وأحلامه التوسعية!
الإيرانيون يعلمون أن حكومتهم تكذب عليهم، وأنها هي من منعتهم من أداء فريضة الحج هذا العام، عندما أحبطت السعودية وبددت المُخطط الإيراني لاستغلال موسم الحج، والذهاب به بعيداً عن كونه عبادة وشعيرة تبيّن سماحة وعدالة ومساواة الدين الإسلامي، إلى تجمع فوضوي لرفع الشعارات وإدارات المُخططات الإرهابية والمكائد والدسائس، وهو الأمر الذي لا تقبل به أي دولة في العالم على أراضيها؟ فكيف بالبقاع المُقدسة التي ما زالت تذكر السجل الإيراني التخريبي في مواسم الحج السابقة؟!
ترحيب المملكة بالحجاج الإيرانيين القادمين عن طريق (بلد ثالث)، أقلق طهران، وفضحها أمام شعبها في الداخل مرة أخرى، ليتأكد المواطن الإيراني المغلوب على أمره أن المُشكلة هي عند النظام الإيراني نفسه، وليست عند السعودية التي أثبتت حسن نواياها بهذا التصرف، انطلقاً من دورها في الترحيب بكل مسلم يأتي إلى المشاعر المقدسة وفق الاشتراطات والضوابط المُتفق عليها لضمان أمن وسلامة أكثر من 3 ملايين مسلم في المشاعر المقدسة، دون أن يُفرق بينهم لون، ولا جنسية، ولا مذهب، ولا عرق!
دليل آخر تسوقه منظمة الحج والزيارة الإيرانية - التي يُفترض أنها تعمل لخدمة وتيسير الحج للمواطنين الإيرانيين - عندما تورّطت في محاولات لمنع الحجاج الإيرانيين في الخارج من الذهاب لمكة المُكرمة، بهدف الإساءة للسعودية، ولكنهم الآن يعيشون أجواء روحانية وإيمانية خالدة، يتنقّلون بسلام وأمان بين المشاعر المقدسة مع ملايين المسلمين، رافضين تحويل الحج من شعيرة، إلى شعار طائفي وسياسي بغيض!
وعلى دروب الخير نلتقي.