حميد بن عوض العنزي
الحضور السعودي في المحافل الدولية التي يشارك فيها زعماء العالم دائماً ما يضيف رصيداً جديداً لنجاحات الوطن في حضوره الفاعل في الأفق السياسي والاقتصادي على الصعيد العالمي وهو ما يبرز المكانة المرموقة والمؤثرة لبلادنا على خارطة العالم.
في قمة العشرين الأخيرة حظي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان باهتمام كبير من زعامات العالم وهذا الاهتمام لا يمكن وضعه في خانة المجاملات لأننا شاهدنا كيف همش بعض قادة العالم بروتوكولياً وفي مثل هذه القمم يكون لكل شيء دلالات مهمة كان بسيطاً، ولهذا فإن الحفاوة والاهتمام الذي حظيت به المملكة ووفدها في هذه القمة إنما تؤكد نجاح بلادنا في بناء علاقاتها السياسية والاقتصادية على نحو حاز على إعجاب العالم ولم يتأثر لمحاولات التشويه التي يحاول بعض الأعداء تسريبها.
الثقة بسياسة المملكة واحترامها كانت حاضرة حتى من قبل من نختلف معهم حول بعض القضايا مثل روسيا، والحديث الإيجابي من الرئيس بوتن، بعد لقاء الأمير محمد بن سلمان، إحدى دلالات ذلك، وهذا لا يمكن اعتباره أمراً عادياً بقدر ما يعزز الثقة لدى تلك الدول في علاقاتها وتعاملاتها مع المملكة التي عرف عنها المصداقية والوضوح.
القمة حملت تجديداً في أهمية البعد الاقتصادي الذي تلعب المملكة دوراً رئيسياً فيه،كما أن الزيارتين اللتين سبقت القمة لكل من الصين واليابان وما تضمنته من اتفاقيات تأتي في هذا الاطار الذي -كما أسلفت- يؤكد حرص تلك الدول على تعزيز علاقاتها الاقتصادية ويحمل ايضا ثقة في الاقتصاد السعودي ورؤيته المستقبلية، كذلك على صعيد الطاقة يأتي انعكاس التفاهم السعودي الروسي إيجابياً على الأسواق العالمية، كرصيد آخر يحسب لقوة التأثير السعودي، وعندما نتحدث عن الاقتصاد لا يمكن أن نغفل تأثيره على الأوضاع السياسية والأمنية بالمنطقة وهو ما يجعلنا نتفاءل بقرب الانفراج في الأوضاع القائمة، وبما يحقق السلام للجميع.