هذه المدينة ..
تمنحك كل شيء دفعة واحدة ..
ثم تستردُ كل شيءٍ بالأقساطِ المريحة ..
ثم تفهم أن ذلك ممنهجاً ..
وأنك ضمنَ خطة مدروسة بعناية
كي تتحول إلى آلة ..
ينبغي أن تكون حجارة أحياناً ..
أو يداً تزرع الألمنيوم ..
دخاناً يتصاعد من تكرارك
داخل أنبوبةٍ شاهقة ..
لها فوهة شرهة في تعاطيك
لغابة الأسمنت لغة شعرية أيضاً
النسائم ترتطمُ في جدران البيوت المتشابهة كالبيض ..
ترتطمُ وتندم على وجودها كنسمة !
النسائمُ تتذكرُ بحنينٍ جارف
أيامها الجميلة ..
من شجرة إلى شجرة
ومن شالٍ إلى شعرٍ غجري ..
لوحات المتاجر ذات الإضاءات الساطعة
ذات الألوان الفاقعة والبريق
ذات العبارات الرنانة والمبالغ فيها
نجومك الجديدة
وسماؤك كل يوم ..
كنت تشعر بشجرة ماتت
بوردة نبتت فجأة بين صخرتين
بطائر عائد من بلاد بعيدة
وتردد أغنية في انتظار المطر
كان ذلك يحدث قبل أن ترتديك الحجارة
كنتَ ..
والآن ثمة علامة تحذير لعمل صيانة للأسفلت
تشاهدها أكثر من مرآتك ..
- شعر/ محمد خضر