الإهداء: إلى قلبي وقلبي وقلبي وقطرات لن تجف من ألمي!!!
ورحل
تركني بين أوراقي
بين قوارير عطري
في زوايا بيتي
وفي كل قطعة من ملابسي
كنت أبحث عنه
أتذوق مرارة الغياب
اخترته من بين كل الملامح
كنت أشتاق إليه إذا غاب
أقول له: أتمنى أن أضعك في راحتي وأغلق عليك
كي لا ترحل
رحل وأنا أحاول عبثاً أن أتمسك به
رحل كقطرات مطر تسربت من بين أناملي
كنت أقول له: ويقول لي: تؤلمني الذكريات
تهزني وتهزمني
آه كم تبكيه بغدادي
ظننته المنصور لكنه وآه منه هو التتار!!!!
رحل وتركني بين سيوف من الأسئلة
تمزق جسد ذاكرتي المريض
ما زلت أسمع صهيل كلماته
ووقع حوافر العاديات مؤلماً جداً
مدمياً للصمت
آه من صوته عند ما تسرب إلي ليلاً
يخبرني عن هزيمتي وانكساري
يعترف أمامي بخيانته
وتنصله من إنسانيته
أنا من أضعت سيوفك في ساح الوغى
وأصبح جندك عزلاً بلا سلاح
أنا من تجرأت وغرست الخنجر في خاصرتك
وهي كانت تحمل نطاقي الوفاء
أنا من أخبرتهم أنني سأكون عليك لا معك
أنا من أغلق قلعة المماليك وأمات كل أمل بداخلك
أنا من أطفأ كل بارقة فرح ومشاعر ترقب!!!
لكنني أقسم لك ما زلت غارقاً في بحر لجي من الأسئلة
لماذا فعلت بك هذا؟؟؟؟؟؟
زارني ذات مساء مرتدياً قميص الندم
يتمتم بحروف ملطخة بدم كذب
لا أستطيع التراجع
لا أستطيع الإقدام
كلاهما هزيمة
سرت معه في ليلة ماطرة
أشحذ عباراتي على الوقوف أمامه
لكنها هزمتني
أين «حجاج» حروفي
هل أتعبته عراق المواجهة
أين إقدامي وجرأتي ووضوحي وجنوني!!!
أين أنا!!!
يمسك يداي بقوة
يبكي بشدة
يضرب برأسه الخائن الجدار
كيف حدث هذا؟
كيف أنا تركتك في العناية المركزة
ولم أسدل عليك لحاف المساعدة؟
كيف كنت تتمسكين بي
وأنا انتزع يدي منك؟
أمسك بالأخرى تذاكر السفر
أحزم أمتعتي
الملم أشيائي
وأنت بحاجة ماسة إلى من يمسك بك
يساعدك على التنفس والوقوف ثانية
كيف تركتك ولم أستدع الطبيب؟
واكتفيت بوداعك بعيوني
وخرجت
رمقني بسرعة وذهب
موعد طائرته قد حان
ذئاب أنانيته منعته من البقاء معي
وبقيت خراف حزني تدور في الفلاة بلا رقيب
تركني رغم تمسكي به
كماشطة فرعون لكن هيهات!!!!
هكذا هو دائماً
كماجلان يبحر بعيداً فيعووووود
يحمل بقايا من تعنت فرعون
ويريدني أن أكون بني إسرائيل
أبني وعلى عجل أهرامات عودته
وأقيم احتفالات الشوق للقياه
ورغماً عني أعود
أشعل شموعي احتفالاً بمقدمه
يقبل يداي
تمسح هذه القبلة كل الأدران
ويزيل بياضها كل سواد
وأبدأ معه من جديد
لكنه عبثاً هذه المرة لم يستطع
طرق أبوابي عدة مرات
كتب لي حروفاً بدموعه
يتوسل إلي
عودي أرجوك
أعشقك... وأقسم بذلك
واعجباً أن كان هذا هو العشق
فكيف هي الخيانة والغدر؟
أين الوفاء؟؟؟؟
بل ما هو الوفاء؟ وما كميته لديه؟؟؟
وهو يتركني وأنا أنزف وطبيبي يبحث عنه!!!!
هذه المرة لم تكن ككل مرة
لم تستطع موانئ استقبال سفنه
نبرة صوته تذكرني بكل ما كان
وملامح وجهه أصبحت تؤلمني كثيراً
ويمينه التي أعلاها جرح
كانت تذكرني بغرفة العناية المركزة عندما انتزعها من يميني
وهو لم أعد أحتمله
هذه المرة ليست ككل مرة
امتلى» دلوي» بكرهه
لم أعد أحتمل حضوره
ولم أعد أحتمل كلماته
ولم أعد أحتمل رؤيته
كلماته تستفزني
ودموعه كأنها بنزين يشعلني
كي أغضب ....
أثور....
أتأجج ....
....وأنا
لا لن أسامح
لا لن أسامح
لا لن أسامح !!!!!
- شعر/ د. مريم العتيبي