إبراهيم بن سعد الماجد
يخلط البعض بين الحاج الإيراني المسالم، وبين الحاج الإيراني الذي هو في الحقيقة حرس ثوري لم يأت إلا لزعزعة أمن الحج، ونزع الطمأنينة من قلوب ضيوف الرحمن.
التاريخ الممتد منذ الثورة الخمينية عام 1979م تاريخ مليء بالجرائم على كافة الأصعدة وفي موسم الحج على وجه التحديد.
لقد تحول الحاج الإيراني (الوديع) إلى حاج موجه لأهداف سياسية إفسادية تخريبية، فسالت الدماء في المشاعر المقدسة بسبب الحاج الإيراني الذي هو في الحقيقة حرس ثوري لا حاج إيراني، فالهتافات السياسية التي تعاملت معها حكومة المملكة بكل تعقل وتؤدة تحولت فيما بعد إلى أفعال آذت المسلمين الملبين الخاشعين، فما كان من الأمن السعودي إلا أن وقف لها بالمرصاد.
لنقف وقفة مراجعة وتذكير بجرائم هذا النظام الذي للأسف لم يستجب لدعوات العقلاء من داخله وخارجه، وأبى إلا أن يكون راعياً للإرهاب في كل المنطقة.
في العام 1407هـ- 1987م حدثت الجريمة الأكبر والأشهر من بين تلك الجرائم التي وجدت استنكاراً عالمياً واسعاً؛ إذ قام أفراد من الحرس الثوري الإيراني بالتنسيق مع الحجاج الإيرانيين بالقيام بمظاهرات في موسم الحج، قصدوا منها قتل الحجاج، وتدمير الممتلكات، وإظهار الحكومة السعودية على أنها حكومة غير قادرة على تولي شؤون الحج والحجاج، وأنها تقتل حجاج بيت الله، وقاموا بعدد من الأعمال الغوغائية من تكسير وتخريب وإحراق العديد من المحال والسيارات في الأماكن المقدسة، وسد الطرقات؛ ما أدى إلى تعطيل الآلاف من الحجاج عن أداء مناسكهم؛ ما أدى إلى سقوط العشرات من النساء والأطفال والعجزة تحت أقدام المتظاهرين، وتصدى لهم رجال الأمن البواسل، وكان نتيجة تلك الأحداث والمدافعات مقتل 402 شخص (275 من الحجاج الإيرانيين، 85 من السعوديين ورجال الأمن و45 حاجاً من بلدان أخرى)، وإصابة 649 شخصاً (303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين و201 حاج من بلدان أخرى).
ولقد نشر في حينه عن المؤامرة الإيرانية على المقدَّسات، وأن خطة الإيرانيين كانت كما يأتي:
أولاً: إغلاق أبواب الحرم ومنافذه على المصلِّين من الحجاج والمواطنين كخطوة أولى.
ثانياً: المناداة بالخميني إمامًا مقدَّسًا -حسب تعبيرهم- على المسلمين.
ثالثاً: إرغام الحجاج والمصلِّين على مبايعة رؤوس المؤامرة نيابة عن الخميني.
رابعاً: إعلان مدينة «قم الإيرانية» بلدًا مقدَّسًا يَحُجُّ إليه الجميع بدلاً من مكة المكرمة والمدينة المنورة وسائر المقدسات.
خامساً: قتل إمام الحرم المكي الشريف وأي عناصر تقاوم هذا الإجراء وتحول دون استمرارهم في المؤامرة.
سادساً: حرق أجزاء من الكعبة المشرفة إمعانًا في الإهانة للأمَّة الإسلامية، وإلحاق الأذى بكرامة المسلمين، وصرف المسلمين إلى غير الكعبة المشرَّفة.
وفي جريمة أخرى مرعبة، تقشعر لها الأبدان، وحصدت عدداً كبيراً من الأرواح، ففي موسم حج عام 1410هـ، قام أفراد من حزب الله الكويتي الشيعي بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم، وكان فيه الآلاف من الحجاج؛ فراح ضحية تلك الأحداث أكثر من خمسة آلاف حاج، وأُصيب أكثر من عشرة آلاف. واعترف المجرمون بإلقائهم مواد كيماوية، سببت هذا العدد الكبير من الضحايا.
وتأتي اليوم هذه الدولة المارقة لتتكلم عن رعاية الحجاج وإدارة الحج!! يا للعجب ويا للجنون!
لقد عانى حجاج بيت الله الحرام كثيراً من فوضى الحجاج الإيرانيين وزعزعتهم لسكينة وطمأنينة الحج، وما ذلك إلا كون ملالي إيران تريد عن قصد أن يكون الحج فوضى وأن تُشعر كل حاج بأن المملكة العربية السعودية فاشلة في إدارة هذه الحشود! ولكن الله في كل مرة يكشف سترهم أمام المسلمين وتزداد ثقة المسلمين برجال أمن هذا الوطن وبحسن إدارة موسم الحج.
إن الأمر الحتمي الذي يجب أن يكون أن يقف العالم الإسلامي وقفة صارمة وجادة ضد هذا النظام الفاشي الدموي ويعزله في زاوية ضيقة ليسقط ويريح العالم من شروره وقبل ذلك ينقذ الشعب الإيراني المغلوب على أمره من هؤلاء المجرمين.