موضي الزهراني
اليوم ولله الحمد تجتمع وفود ضيوف الرحمن لعام 1437هـ مُلبية في مكان واحد وفي أطهر البقاع «منى» وذلك لأداء فريضة الحج من خلال استعدادات شاملة وبالذات «الاستعدادات الأمنية» تحسباً لأي إساءة لتلك الخدمات التي تهدف راحة الحجاج وتسهيل أداء فريضتهم بكل يُسر وسهولة! فالمكان والزمان لا يخطر على بال بشر بأن هناك عقولاً تخطط من خلالها لإيذاء تلك الوفود المتعددة الجنسيات، ولا يخطر في تخطيط أي سياسة تدميرية استغلال روحانية المكان والزمان لتشويها، وتشويه خدمات وجهود البلد المستضيفة في زمن ومكان تجبران القلوب والعقول المُدمرة على التوقف عن نشر مخططاتها الإجرامية على أجساد قلوبها وعقولها مُبتهلة وخاشعة لخالقها! وبالرغم من تلك المشاهد المؤلمة التي أساءت العام الماضي لراحة وأمان حجاج بيت الله بسبب المسيرات الإيرانية، مما تسبب في توتر العلاقات ما بين البلدين أكثر، فإن التوتر ما زال يزداد لرفض إيران الاتفاقية ما بين البلدين من أجل موسم حج آمن ومطمئن للجميع! وبالرغم من ذلك استقبلت السعودية بموقفها النبيل مئات من الحجاج الإيرانيين من الدول الأخرى، لأن هدفهم أداء شعيرة الحج بعيداً عن تسييس المواسم الدينية والإساءة لأهدافها! لذلك لم تقف حكومتنا حجر عثرة أمام قدومهم للحج، أو إعادتهم للدول التي قدموا منها، كما قامت به دولتهم من منع لمواطنيها الآخرين! لأن هذه سياسة بلادنا ولله الحمد منذ عهدها وعلاقاتها مع الدول على مستوى العالم الإسلامي والمنطلقة في عدم استغلال المواسم الدينية لأي مآرب سياسية أو عدائية، لأنها لم تقف يوماً أمام أي حاج أو معتمر للدخول لبلاد الحرمين الشريفين بسبب أي اختلافات سياسية، أو مذهبية! ولذلك فإن ثقة الدول في إمكانات السعودية للتصدي لأي اختراق لأمن الحجاج ما زال كبيراً ولله الحمد، فيكفي شاهداً تلك الوفود التي اتجهت لمكة المكرمة من كل بقاع العالم، وها هي تبيت اليوم في منى حاجة ومُلبية بكل سهولة، وبوجود حماية من رب العالمين، ثم وجود جنودنا المقاومين لكل اضطراب أو فتن يسيء لأمن هذا المكان المُقدس وبقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف الذي جدد التأكيد بأن المملكة لن تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على سلامة وحياة الحجاج سواء كان ذلك من إيران أو غيرها! وإن كان مسلسل الفتن الإيرانية في الحج قديم العهد بدءاً من أحداث شغب مكة عام 1986متى حادثة تدافع منى عام 2015 م التي تورط بها دبلوماسيون وضباط إيرانيون, إلا أن السعودية ما زالت تُرحب وتُقدم للحجاج الإيرانيين كل التسهيلات كبقية الحجاج، وبالرغم من ذلك حرمت إيران حجاجها من القدوم لرغبتها في رفع شعارات تخالف تعاليم الإسلام!