القاهرة - سجى عارف:
أكد عدد من علماء الدين ومفكرين بمصر رفضهم للتصريحات الإيرانية وما صدر عن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي من اتهامات باطلة ومشينة تجاه المملكة العربية السعودية في الحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم من العبث الإيراني وأنها محاولة من جانب إيران لتسييس الحج مؤكدين في تصاريح لـ(الجزيرة) أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لم ولن تقصر في توفير أقصى سبل الأمان والراحة لزوار بيت الله الحرام وأن المملكة تقدم الغالي والنفيس في خدمة الحرمين، وأن دعوات إيران وتصريح مرشدها ما هي إلا حملات مشينة ومغرضة هدفها أن يكون لها يد في تنظيم موسم الحج.
وقال الدكتور السيد محمد الديب الأستاذ بجامعة الأزهر عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في تصريح خاص لـ(الجزيرة) إن الذين يهاجمون السعودية كارهون لدينهم وأوطانهم التي يعيشون بها، وليس لديهم من الأمانة والصدق ما يشهدون به على كل الأعمال والتجهيزات والاستعدادات التي يجري العمل فيها، ليلاً ونهاراً، فضلاً عن أخذ كل السبل والوسائل لتأمين الحجيج، ولكن الله غالب على أمره، وأشار الدكتور الديب أنه واجب على كل مسلم وعربي أن يدعم الإجراءات السعودية في رعاية مقدسات المسلمين وتوفير الأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام لأن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لم ولن تقصر في توفير أقصى سبل الأمان والراحة لزوار بيت الله الحرام ويشهد التاريخ أن المملكة تقدم الغالي والنفيس في خدمة الحرمين بالإضافة إلى تطوير الحرمين الشريفين لكي يسع الزيادة في عدد الحجاج والمعتمرين سنويا.
ومن جانبه، قال الدكتور منصور مندور، كبير الأئمة والمدير العام بوزارة الأوقاف المصرية، في تصريح خاص لـ(الجزيرة): لا يمكن إنكار أو تجاهل الدور الإيراني المتواصل في استغلال الأحداث في المملكة والادعاءات الإيرانية التي تدل على رغبتها في تسييس الحج والتشويش على حجاج بيت الله الحرام، كما اعتادت في مواسم سابقة ولا يمكن لأحد أن يضع اعتبارات لحسن النية فيما يدور من صراعات يحمل لواءها بعض الشيعة المغرضين الذين يسعون منذ وقت طويل لتكون لهم يد في تنظيم موسم الحج، فإيران لديها أحلام سياسية ودينية في إدارة موسم الحج للسيطرة على جموع المسلمين من خلال هذه الفريضة، وهي تعمل على إشاعة عجز المملكة وعدم قدرتها على إدارة موسم الحج لهذه الأغراض، ومن ثم فإنه ينبغي على جميع الأطراف تجنيب الحج الصراعات السياسية والمذهبية، طاعة لله تعالى وامتثالاً لقوله تعالى: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}، وأوضح الدكتور مندور أن هذا التهييج الإعلامي الإيراني يضر الإسلام والمسلمين في العالم قبل أن يخدم المصلحة المذهبية أو السياسية والتربص الإيراني بالمملكة وأشار أن موسم الحج يشهد تجاوزات إيرانية يكون لها أثر سلبي على موسم الحج مثل: مراسم البراءة من المشركين التي هي ركن من أركان الحج عند الشيعة، وفيها تحويل موسم الحج إلى ساحة سياسية وصدامية بين الحجاج الإيرانيين وقوات الأمن، وسعي إيران لاستقطاب المسلمين الوافدين للحج من الدول العربية والإفريقية باسم المنح الدراسية أو العمل في إيران، أو توزيع مصاحف على المسلمين وقطع الطرق وإحداث تدافع للحجاج في أحيان كثيرة، مما يترتب على ذلك إحداث خلل في تنظيم الحج كما حدث في عام 1987م من عرقلة السير بسبب التظاهرات, ومحاولة اقتحام الحرم المكي وحادث نفق المعيصم سنة 1989، ومن المعلوم أنّ الفساد والإفساد ليس هناك أسهل منه والهدم أسرع من البناء, والمغرضون لا يألون جهداً في تحقيق مآربهم مهما كلفهم ذلك.
ومن جانبه، أكد الدكتور عبد الحكيم الطحاوي عميد معهد الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقازيق في تصريح خاص لـ(الجزيرة) إن المتتبع لدور المملكة في خدمة الحرمين الشريفين يجد أن هذا الدور قد ارتبط بتأسيس الملك عبد العزيز آل سعود للدولة السعودية، حيث توالت الخدمات العام بعد الآخر، وسار على نهجه أبناؤه، وكان من أبرزها التوسعات الكثيرة التي شهدها الحرمان الشريفان عبر سنوات حكمه، وحكم أبنائه من بعده والتي فاقت كل التوسعات منذ ظهور الإسلام وحتى الآن، توسعات الملك سلمان والتي ليست ببعيدة عن القاصي والداني حيث بلغت قمة اهتمام آل سعود بخدمة الحرمين الشريفين لتسهيل وتيسير رحلات الحج والعمرة، وقال إن نجاح الحكومة السعودية في الاهتمام بهذه التوسعة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً كان أحد العوامل التي أشعلت نار الحقد لدى الدول الأخرى الطامحة في زعزعة أمن وراحة الحجاج لمآرب تحقق أغراضها السياسية في المنطقة، وعلى رأس هذه الدول إيران التي تحاول بشكل مستميت الهيمنة ونشر المذهب الشيعي الأمر الذي يتضح من مواقفها العدائية وهجماتها الشرسة على المملكة، بينما ستثبت الأيام مدى حكمة خادم الحرمين الشريفين في تخطي هذه الفترة والاستمرار على تقديم خدماته لخدمة الحرمين الشريفين.
وقال الدكتور الطحاوي أن إيران تمثل عدائية كبيرة للمسلمين في الحج لأنها لا تريد للحج أن يمر بسلام وأن يكون بلا سياسة وبلا شعارات وبلا استغلال سياسي وطائفي، وأن المملكة تسخر طاقاتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام والسهر على راحتهم، فجهود المملكة من تطوير المشاعر المقدسة وخدمة حجاج بيت الله الحرام لا ينكرها إلا جاحد ظالم لنفسه، فالمملكة تنفق المليارات على تطوير الأماكن المقدسة لراحة الحجاج والزوار، وكذلك تأمين سلامتهم والقيام على راحتهم وخدمتهم، حيث وفرت أكثر من 100 ألف جندي لتأمين وخدمة أكثر من مليون حاج وكلها جهود لا ينبغي أن نتركها وننساق وراء الدعوات المشينة المغرضة التي تدعوا إلى تسييس فريضة الحج.
ومن جانبه، استنكر المستشار عبد العاطي الشافعي رئيس جمعية الصداقة المصرية - السعودية رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق الدعوات الإيرانية الشيطانية وما صدر عن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي من اتهامات باطلة ومشينة تجاه المملكة العربية السعودية، وقال في تصريح خاص لـ(الجزيرة) إن الجهود التي تقدمها المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين خدمات قد يعجز عن وصفها اللسان.. خدمات تجل عن الوصف والبيان هي جهود جبارة لا تكاد تراها في أي مكان آخر، وأي إنسان يشكك في هذه الخدمات المقدمة أو أداء المملكة تجاه ضيوف الرحمن هو إنسان غير عاقل وجاهل، فقد تخلى عنه العقل لأن ما تقدمه المملكة واضح لكل من له عين بدءاً من خادم الحرمين الشريفين، وانتهاءً بكل فرد من أفراد شعب المملكة، فجميعهم يعتبرون أنفسهم خداماً للحرمين الشريفين وللحجاج والمعتمرين، وكذلك أي ضيف من ضيوف الرحمن حينما يحل ضيفاً بالمملكة لا يتصور أنه غريب، إنما يدرك إحساساً أنه الوحيد الذي يحظى برعاية من المملكة كلها ويدرك أنه ليس غريباً، بل إنه بين أهله وفي وطنه وعشيرته.. هذا الإحساس لا يجده أي شخص مسافر لأي بلد آخر في العالم ولا حتى في بلده هو، فهو يشعر بأمن وأمان ومشاعر رائعة لا يدركها في بلده إنما فقط في الأرض المقدسة في المملكة العربية السعودية، ومن هنا أُؤكد أن أي إنسان يُشكك في هذه الخدمات التي تقدمها المملكة هو إنسان يخلو من العقل والاتزان ويقول إن الحملة الكيدية التي توجهها بعض الدول ضد المملكة ما هي إلا محاولات بائسة لن يلتفت لها أحد، فالمملكة كالصخر الراسخ والجبل الراسخ لن تناله الرياح، فالجبل يبقى ثابتاً وعالياً وهؤلاء سفهاء لا يجب الرد عليهم فخادم الحرمين يعلم أن مثل هذه الصغائر لا يجوز الرد عليها، لأنها تصدر عن الجهلاء.