فهد الحوشاني
هذه الكلمة الودية ينطق بها الحاج عندما يرى من آخر ما يعكر صفو الحج وروحانيته، يقولها بكل رفق، لأنه لاجدال ولا فسوق في الحج.. كانت المخالفات لا تتعدى الزحام أو مشاحنات تأتي بسبب الجهل لا تتجاوز مكانها وتنتهي سريعاً بعد هذه الكلمة، لم تكن هناك أفعال خارجة عن سياقات المناسك فكانت ردود الأفعال بمثل هذه الكلمات! حتى جاءت الثورة الإيرانية بشعاراتها الدينية الزائفة، فتوجهت للحج محاولة الإفساد فيه ولتشغل المسلمين بفسوق وجدال تعدى موسم الحج ليطال كل أيام السنة وشمل شره وعدوانيته عدداً من الدول العربية فتناً وحروباً! والحج بالنسبة للحرس الثوري هو فرصة يحاول استغلالها، فهو مناسبة لأهم حدث إسلامي والهدف تحويل المسلمين من حجاج يلبون ويكبرون ذاكرين الله كما أمرهم في أيام معدودات، إلى حاملي لوحات صارخين بهتافات فارغة وكاذبة كقطعان هائمة تلعن الغرب بينما أسيادها غارقون في إثم المؤامرات مع الغرب والشرق على البلدان العربية والإسلامية إلى حد الإجرام.
تحول المسلم الإيراني المغلوب على أمره الذي لم يجد فرصة الهرب كالملايين الذين نفذوا بجلدهم إلى أوروبا وأمريكا أثناء الثورة، تحول إلى إدأة في يد السياسة توجهه كيفما أرادات.
ولقد صدمت إيران بموقف المملكة الرافض لكل محاولات تسييس الحج وإخراجه عن نهج الرسول وصحابته، ولكن متى كانت إيران تتبع نهج الرسول في تعاملها مع الشعائر الدينية، فإذا كان الرسول لم يصل في مسجد (الضرار) فإن إيران قد بنت مدناً اسمتها مقدسة لتضاهي بها (ضراراً) مكة والمدينة!! وبنت المساجد والأضرحة ورعتها في إيران والعراق لتحجج أتباعها في مواسم مبتكرة (ضراراً) كما هو الحج إلى مكة! وفي خطابه المتلفز طالب: نوري المالكي وهو أحد أتباع إيران ومنفذ أجندتها السياسية والدينية، بتغيير القبلة إلى كربلاء والصلاة إليها خمس مرات، يعني أن تكون كربلاء بدل مكة!! والآن يطالب بالتدخل في شؤون الحج!! وأفضل ما يقال للمالكي إنه (ليس بعد الكفر ذنب)! فهو الذي ولغ في دماء العراقيين وزرع الفتن بينهم والطائفية تنفيذاً لأجندة أسياده! ولعله يكتفي بتلك (الضرارات) من المدن المقدسة والمساجد والأضرحة التي بنيت لتأخذ الأتباع إليها في مزارات وحج! ويترك الحديث عن الحج وشؤونه لمن شرفهم الله بهذه الخدمة وأدوا الأمانة كما يجب بشهادات المسلمين من كافة أرجاء العالم.
الحج هو الحج كما تناقلته الأجيال بصورته المحمدية، لكن الإيرانيين لا يريدون النهج المحمدي ولو أرادوه وطبقوه لما أفسدوا في الحج وفجروا وانتهكوا حرمته،
إيران هي الدولة المارقة الوحيدة التي تطالب بأن يتحول الحج إلى مظاهرات وغوغائية بينما كل الدول الإسلامية تستنكر هذا الأمر، إنها السياسة ولا غيرها وأنها المزايدة على سدنة البيت وحماته منذ عهد الرسول!
في مواجهة الصراخ الإيراني تقف المملكة بعزم وحزم، محافظة على الحجاج وأمنهم وسلامتهم وليتمكنوا من تأدية المناسك كما أداها عموم المسلمين من قبل وليس كما تريدها الثورة الإيرانية، ولتمنع إيران حجاجها من الداخل لكن هاهم الإيرانيون المتحررون من دنس الثورة، يأتون للمملكة من دول عدة تقدم لهم كل الخدمات من قبل كافة الأجهزة الحكومية ومن شعب المملكة الذين نذروا أنفسهم لخدمة الحجاج.
وفي ظل غياب الحجاج الإيرانيين (المسيسين)، لن يتردد في المشاعر المقدسة سوى التلبية والتكبير لله وحده، وسيتم الله نوره ولو كره كل من يريد الإفساد في الحج، وسينهي المسلمون حجهم بالطمانينة والسكينة المعهودة مناجين ربهم بالرحمة والمغفرة، وهذا هو الحج. وليس الحج على طريقة الثورة الإيرانية (الفارسية)!