المشاعر المقدسة - عبدالله الهاجري:
تواصلت ردود الفعل الواسعة من الدول الإسلامية والجمعيات الإسلامية المستهجنة لتصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي وكذلك رفسنجاني الذي دخل على نفس خط تلك التصريحات المسيئة .
وفي هذا الجانب أكد إعلاميون إيرانيون باختلاف وجهاتهم القادمين منها قدموا للحج هذا العام من خارج إيران، أن المملكة العربية السعودية هيأت كل السبل وبذلت كل المساعي مستنفرة مجهوداتها وطاقاتها البشرية من أجل خدمة ضيوف الرحمن .
وثمّنوا حفاوة الاستقبال التي حظوا بها منذ أن وطئت أقدامهم الأراضي الطاهرة وسرعة إنهاء إجراءات قدومهم بتعاون مختلف الجهات العاملة في شؤون الحج.
وقال الإعلاميون الإيرانيون الذين قدموا للحج في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية أمس: «هيأت المملكة طاقاتها في كل عام للتعامل مع الأعداد الغفيرة من حجاج بيت الله الحرام، وهي الرسالة التي توجهها للعالم بأن هذه البلاد تحمل أمانة وشرف هذا الدور على مر التاريخ، بل وتؤدي هذا الدور بكل كفاءة واقتدار وعلى أكمل وجه، حيث يشهد ضيوف الرحمن على مثل هذه المجهودات التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للتسهيل على المسلمين أداء نسكهم في جو من السكينة والأمن والاستقرار».
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية قد أشار إلى أن ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى المصداقية والموضوعية، وهم يعلمون قبل غيرهم أن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين كبقية حجاج بيت الله الحرام كل التسهيلات.
وقال ولي العهد رئيس اللجنة العليا للحج: في حج هذا العام تقدّمت بعثة الحج الإيرانية بمطالبات تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى وتعرض أمن الحج والحجاج بمن فيهم الحجاج الإيرانيون للخطر وتخالف كذلك قدسية المكان والزمان والمملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج?
وأشار سمو ولي العهد إلى أن الجهات الإيرانية هي التي لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخص الإيرانيين أنفسهم في إطار سعيهم لتسييس الحج.
وأكّد سموه خلال مؤتمر صحفي بعد رعايته استعراض قوات أمن الحج الاثنين الماضي أن التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازماً وحاسماً. من جهته اعتبر سماحة المفتي العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن الإيرانيين «ليسوا مسلمين»، وذلك في رده على انتقاد خامنئي للمملكة . واعتبر سماحة المفتي أن تصريحات خامنئي «أمر غير مستغرب»، متابعاً «يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديداً مع أهل السنَّة والجماعة».
إلى ذلك أستنكر علماء ورؤساء جمعيات إسلامية في جمهورية باكستان الإسلامية بشدة ما صدر عن علي خامنئي من اتهامات باطلة ومشينة تجاه المملكة العربية السعودية، وعدّوها محاولة من جانب إيران لتسييس الحج، واتخاذه ذريعة لتصفية حسابات سياسية.
وقال أمير جماعة الدعوة في باكستان الشيخ حافظ محمد سعيد في بيان صادر عنه أمس إن إيران تسعى مرة أخرى إلى شق الصف الإسلامي، والعمل على تشويش الحج، والإضرار بالمصالح العامة، وذلك عبر إصدار علي خامنئي هجوماً على المملكة، مشيراً إلى أن بيان خامنئي يحمل في مضامينه الكثير من المغالطات والمعلومات غير الصحيحة.
«الجزيرة» ترصد بالأرقام خدمات الحج
رصدت «الجزيرة» بعض الأرقام عن حج هذا العام لتقدّمه للمسلمين ليعلموا حقيقة ما تقدّمه حكومة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي كافة من تسهيلات وخدمات لنجاح موسم الحج، ولينعم ضيوف بيت الله بكل راحة وطمأنينة، فبخلاف الميزانية المليارية التي تنفقها المملكة العربية السعودية على مشاريع مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، فإنه يوجد حوالي 170 ألف ضابط وفرد من الأمن العام، كما سيشارك حوالي 17 ألف ضابط وفرد من قوات الدفاع المدني، سيشاركون في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج، تدعمهم ثلاثة آلاف معدة وآلية.
هذا وجهزت هيئة الهلال الأحمر السعودي ممثلة بإدارة النقل والخدمات المساندة, أكثر من 677 سيارة إسعاف وخدمات وآليات ودراجات نارية وعربات للمشاركة في موسم حج هذا العام 1437هـ، من خلال ثلاث لجان تعمل تحت مظلة الإدارة وهي (النقل والإسناد والصيانة), لتجهيز وتوفير جميع المركبات والآليات التي ستعمل خلال الحج بشكل متكامل، ووزعت سيارات الإسعاف على منى بـ100 سيارة إسعاف ومثلها للعاصمة المقدسة, و90 سيارة في مزدلفة،كما وفرت الهيئة, 16 سيارة إسعاف متقدم, و29 دراجات نارية, بالإضافة لـ10 دراجات صيانة جوالة تعمل بالعاصمة والمشاعر المقدسة.
كما أن كميات المياه التي ستنتجها محطات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وستوزعها شركة المياه الوطنية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام ستصل لأكثر من (18) مليون متر مكعب.
هذا وجهزت وزارة الصحة (25) مستشفى تضم (5000) سرير لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، و(216) سريراً لعلاج حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، إلى جانب (158) مركزاً صحياً موزعة في المشاعر المقدسة تقدّم خدماتها على مدار الساعة وكذلك (3) مراكز إسعافية في الحرم المكي الشريف إضافة إلى مستشفى الحرم لعلاج الحالات الطارئة . كما هيأت وزارة الصحة (16) مركزاً للطوارئ على جسر الجمرات و(18) نقطة طبية على جانبي محطات قطار المشاعر، ووفرت (51) سيارة إسعاف كبيرة عالية التجهيز لنقل المرضى بين المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة. كما شغلت (100) سيارة إسعاف صغيرة مجهزة بتجهيز عال وتستخدم للفرق الطبية الميدانية، و(15) مركزاً للمراقبة الصحية في منافذ الدخول الجوية والبرية والبحرية لتطبيق الاشتراطات الصحية على القادمين للحج، وكذلك توفير خدمات صحية متقدمة لضيوف الرحمن وبرامج نوعية متخصصة لإنقاذ الحياة تشمل عمليات القلب المفتوح والقسطرة القلبية والمناظير الهضمية وغسيل الكلى.
واستقطبت وزارة الصحة (800) طبيب وممرض في التخصصات الطبية النادرة لتجويد الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام.
هذا وكلّفت وزارة الصحة ما يقارب (26.000) ألف من منسوبي الوزارة من مختلف الفئات الطبية والفنية والإدارية للمشاركة في أعمال الحج.
وفي جانب آخر يشارك في تنفيذ خطط وزارة الشؤون البلدية والقروية أكثر من 13 ألف عامل وما يزيد عن 600 معدة تنتشر في مكة المكرمة والمشاعر للمحافظة على نظافتها.