ميسون أبو بكر
حين أتكلم عن العمل والإخلاص والمحبة والصداقة والفكر والثقافة فإنه يحضر للأذهان أب الكثيرين وصديقنا العظيم الأستاذ عبدالعزيز المنقور.
الرجل المثقف في حياته والذي ترك انطباعا كبيرا عند الطلبة السعوديين في أمريكا الذين التقيت بعضهم في برامجي التلفزيونية واليوم منهم من يتبوأ مناصب مرموقة وآخرون يحتلون مواقع أكاديمية ووظيفية متميزة، وقد تحدثوا عنه وعن دعمه لهم في تلك الفترة الحرجة من حياة الطالب المبتعث لقارة لا تبعد آلاف الكيلومترات فقط عن دياره بل عن ثقافته ومحيطه وفكره وحياته الاجتماعية، فكان نعم المعين والموجه والملحق الثقافي الذي لا يمثل فقط موظف السفارة لبلده المملكة العربية السعودية بل خرج عن نطاق المسؤول عن الجانب التعليمي والثقافي إلى الجانب الأبوي الإنساني الذي يحتوي الطلاب ويمضي الوقت معهم وفي توجيههم إلى الطريق الأمثل.
معالي الأستاذ منصور الخريجي والسدحان والدكتورة فوزية أبوخالد وكثر هم الذي ترك في حياتهم أثرا وجميع من يحبه يجتمع ما تواجد في صالونه (خميسية المنقور) الذي يجمع أصدقاءه وتلاميذه في مجلس أدب فكري اجتماعي متنوع الطرح.
أكتب هذا المقال وأزج به إلى الصحيفة، وقد سمعت أخبارا طيبة عن هذا الرجل الصديق والأخ والوالد أنه وبحمد لله تماثل للشفاء بعد وعكة صحية بسيطة بإذن الله فتهافت أصدقاؤه وجميع من عرفه للسؤال عليه والاطمئنان على صحته الغالية.
في هنجاربا أجلس حيث ملأ المكان ذات لقاء فرح وبهجة، وقد نبشنا من الذاكرة أحلى ذكرياتها ليتحدث أستاذنا الكريم عن بعض ما جاد به عن مشواره ومسيرته.
المرافق الهنجاري لنا في رحلتنا يسأل بدوره عن الأستاذ عبدالعزيز ويطمئن عليه ويتذكره بعذوبة، فهو الرجل الذي يسافر ويكتسب من ثقافة المكان ليضيف إلى مخزون تجربته والذي يضيف إلى مجالسيه من حكمته وثقافته الكثير.
هنجاريا التي تغري السائح بأجوائها البعيدة عن الحرارة والرطوبة وأسعارها المقبولة وتنوع آثارها وجمال طبيعتها التي يميزها الجبل والنهر الذي هو عَصّب المدينة ونبصها ويرطب نهارها وينعش ليلها، كذلك المباني العظيمة والتاريخية وتنوع أجناس البشر فيها، تلوح بكف القلب لأستاذنا الشيخ الوقور عبدالعزيز المنقور أطال الله في عمره وحفظه لعائلته وللجميع.