فهد الحوشاني
لا يمكن تبرئة السياسة وهي اللاعب الأساسي في وقتنا الحاضر من التحضير لهذا المؤتمر الغريب في أهدافه وتوقيته! والذي تم في دولة لا لها وإنما عليها، خاصة وأنها تدين بالولاء لروسيا اللاعب والشريك الرئيسي في ما يدور في منطقتنا من أحداث! هذا المؤتمر استبعد منه علماء أهل السنّة والجماعة إلا نفر قليل ماتزال الأسئلة تحوم حول أسباب حضورهم لهذا المؤتمر ورضاهم بما صدر عنه!! دعي إليه أسماء أشخاص يثيرون الجدل بأفكارهم ورؤاهم، وهم بلا شك لا ينتمون لأهل السنّة والجماعة أو السَّلف! وفي المؤتمر أصبحوا هم من يقرر من هم أهل السنّة والجماعة والسلف أليس هذا غريباً! والأدهى أن لا تُدعى الدولة التي يفترض أن تتصدّر المشهد بعلمائها ومراكزها الدينية حيث تم استغفالها!
فمن هو المستفيد من المؤتمر الذي حمل في هذا الوقت المصيري للأمة هذا العنوان العجيب (من هم أهل السنّة والجماعة)! ليقوم (المؤتمرون) بإخراج سواد المسلمين من تصنيف أهل السنّة وإدخال آخرين لم يكن يعترف أنهم من أهل السنّة على مر العصور! إنه مؤتمر جاء ليفرِّق صف المسلمين ويعطي الكلمة للجماعات والمذاهب التي تأسست كمشاريع دينية موازية عبر القرون لتشق عصا السنّة وتنأى عن مذهب السَّلف، والمضحك إنّ تلك الجماعات أصبحت في المؤتمر هي من تقرر من هم أهل السنّة والجماعة! أليس هذا عجيباً وغريبا! للأسف تعوّدنا أن نكون دائماً في وضعية المندِّد الغاضب، ولكن مازال هناك وقت لعقد مؤتمر عالمي وليكن أثناء موسم الحج أو بعده، يُدعى له علماء الأمة ليقولوا كلمتهم في هذا المؤتمر وفي مخرجاته! ويوضح للمسلمين من هم أهل السنّة والجماعة.
وبالمناسبة لا يفوتني أن أتساءل أين رابطة العالم الإسلامي ؟ لماذا لم تُدع للمؤتمر! وأين صوتها بعد المؤتمر!! إنّ تنديد بعض منسوبيها بما حصل لا يعفيها أبداً من المسؤولية، وعليها أن تعدّ العدّة لصراع طويل وعميق وغير نزيه سوف تشعله اليد الأخرى للسياسية المشبوهة التي تشعل وستشعل بلاد العرب و المسلمين بالفتن والحروب متى ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.