أ.د.عثمان بن صالح العامر
نزلت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لممثلي خريجي الجامعات السعودية المتخصصين في التربية الخاصة يوم تشرفهم بلقائه - حفظه الله- والسلام عليه وعرض مشكلتهم بين يديه يوم الثلاثاء 20-11-1437هـ ومن ثم وعده لهم -رعاه الله- قائلاً «أبشروا بالخير»، أقول نزلت هاتان الكلمتان على نفوس هؤلاء الخريجين وذويهم نزول الغيث على الأرض المجدبة، فصاروا يتناقلونها ويبشر بعضهم بعضا بها، إلا أنّ هذه الفرحة التي غيرت وبدّلت ذواتهم من حال إلى حال سرعان ما تقشع ظلالها بعد أن جاء توجيه وزارة التعليم دون الطموح وأقل من سقف التوقعات للأسف الشديد.
لقد كان الأجدر بإدارة التربية الخاصة في وزارة التعليم أن تعرض على أنظار صاحب المعالي وزيرنا الموقر مقترحاً متكاملاً يتضمن حل الإشكالية من جذورها، متضمناً مثلاً:
* إيقاف القبول في الجامعات السعودية بهذا التخصص، وإغلاق أقسام التربية الخاصة تماشياً مع رؤية المملكة 2030، وبناء على عدم احتياج السوق السعودي لهؤلاء الخريجين، على الأقل في المرحلة الحالية.
* حصر جميع الوظائف ذات الصلة بالتخصص (التربية الخاصة) سواء أكانت إدارية أم تعليمية، الموجودة في الميدان التربوي والتي يشغلها غير المتخصصين، وإلغاء تكليفهم قبل بداية العام الدراسي 1437-1438هـ، ومن ثم مخاطبة وزارة الخدمة المدنية لتخصيص وظائف شاغرة مخصصة للمختصين حسب الأحقية.
وإحالة المختصين منهم إلى مشرفين تربويين في مجال التربية الخاصة.
* حصر خريجي التربية الخاصة في جامعاتنا السعودية الذين يبحثون عن عمل وفرزهم على النحو الآتي:
* من تخرج قبل ثلاث سنوات، ودرّس في مدارس أهلية، واجتاز اختبار المعلمين والمعلمات الذي يقيمه المركز الوطني للقياس والتقويم « قياس «، وحصل على دبلوم تربوي يؤهله لتدريس مواد المرحلة الابتدائية، أو دبلوم توجيه وإرشاد أو حتى دورات تدريبية قصيرة ذات صلة بالتعليم، فيتم توظيفه بديلاً لغير المتخصصين، بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية.
* من تخرج قبل ثلاث سنوات بمعدّلات عالية ولم يلتحق بأي مجال من مجالات العمل ذات العلاقة بالتعليم, فيتم ابتعاثه لمواصلة دراسته في التخصصات التي لا يشترط فيها امتداد تخصص كتقنيات التعليم، ليعود بدرجة علمية أعلى تؤهله للانضمام إلى إحدى الجامعات السعودية.
* أما الخريج الجديد فيتم التوجيه الصريح والواضح والإلزامي للمدارس الأهلية والعالمية بتوظيفه، على أن يتم السعي الجاد لانتقاله إلى ملاك وزارة التعليم خلال ثلاث سنوات من تاريخه، بعد اجتيازه اختبار «قياس» طبعاً.
* ومن رغب منهم في الالتحاق ببرنامج «الدبلوم التربوي العام» أو «دبلوم التوجيه والإرشاد» فتخاطب الجامعات السعودية التي تقيم هذه البرامج لإعطائهم الأولوية في التسجيل، وتخفيض التكاليف عليهم قدر المستطاع، كما توجه كليات التربية بإقامة دورات تدريبية لهم تنشط ذاكرتهم وتعدهم للمجال التربوي إعداداً أكثر تخصصية.
* إضافة إلى هذا فإن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة الصحة والقطاع الخاص هم شركاء حقيقيون في استيعاب هؤلاء الخريجين الذين أضحت مشكلتهم ككرة الثلج تتدحرج وتكبر منذ أكثر من خمس سنوات، وستتعاظم يوماً بعد يوم إذا لم تحل من جذورها. إلى لقاء والسلام.