سامى اليوسف
العلاقة بين المنتخب والجمهور معقدة، لا حلول وسط فيها - فيما يبدو- إمّا إعجاب مفرط، أو إحباط مؤلم إلى حد جلد الذات بصورة مقزِّزة.
تحدثت عن أسباب تذبذب هذه العلاقة في مقال الأسبوع الفائت تحت عنوان «هل تشجع المنتخب؟»، وتناولت برؤية المعاصر للأحداث عناوين هذه الأسباب، والتي تحتاج إلى دراسة تحليلية معمقة تتناول التفاصيل للقضاء على هذا المشكل بعيدًا عن التعصب، أو التعنصر.
نعود إلى مواجهتيّ تايلند والعراق، ونقر من بعدهما أن «الأخضر» حقق ما لم يتوقّعه أشد المتفائلين الذي كان أقصى طموحه الحصول على أربع نقاط، في قبضتنا الآن ست نقاط، وهي العلامة الكاملة، ونقف بعد أستراليا بفارق الأهداف بعد جولتين مهمتين تشكلان الانطلاقة التي تحدد هوية البداية، غيرنا لا يزال يبحث عن ذاته في قاع الترتيب، وآخر تعرض لخسارة محبطة.
نتفق على أن الأداء لم يرتقِ إلى الطموح، ولكن في مثل هكذا تنافس يلزمك اتباع سياسة «أكل العنب حبة.. حبة»، تفكر في مباراتك المقبلة، وتنتظر لتجني محصول صراع الآخرين، هكذا هي كرة القدم لا يفوز فيها الفريق الأفضل دوماً.
المرحلة التي تسبق مواجهة أستراليا (أراه نسخة كربونية من أداء إيران الفني والبدني)، يجب على مدرب وإدارة المنتخب مراجعة الحسابات لتعزيز القوة، وتلافي الأخطاء، هناك لاعبون لم يقدّموا ما يشفع لهم، واتفق المحلّلون والنقاد على أن اختيارهم بالأساس كان خطأً، ولكي نحافظ على المكتسبات لا بد من البدء بالأفضل، وخصوصاً أن لدينا مدرب يجيد قراءة المباريات في شوطها الأول بدليل تفوقه بالتبديلات والتغييرات داخل الملعب في الشوط الثاني، وتوفر عناصر ذات مهارة، وسرعة، وتميز في الكرات الثابتة يحدث الفارق.. لدينا مقومات الفوز، ونحتاج تظافر الجهود الإعلامية والإدارية والجماهيرية أولاً لدعم «الأخضر» بعيدًا عن لغة الإحباط والتشاؤم، ثم على الجهاز الإداري والفني تعزيز الروح، واللعب بالأجهز والأفضل عناصرياً، والتكتيك الأنسب لكل خصم ومباراة، فليس من المعقول أن نواجه إستراليا بذات التكتيك الذي ظهر عليه المنتخب أمام تايلند والعراق، وكما أن المبادرة أمر مهم وضروري، دون انتظار ردة الفعل خاصة عند مواجهة الأقوى مثل: أستراليا واليابان والإمارات.
تعبئة الجمهور، وتحفيزه على حضور مواجهة أستراليا أمر غاية في الأهمية، وهذا من أولويات مسؤولية الإعلام والقيادة الرياضية، فالمسؤول الناجح هو من يرتب أولوياته، فالأهم أولاً، ثم المهم، فالأقل أهمية.
أرجو أن لا ينسينا عشقنا لألوان الأندية واجبنا الرئيس تجاه منتخب الوطن، وهذا الأهم للمحافظة على قوة ومكتسبات البداية في الطريق إلى مونديال روسيا.
أخيرًا ،،،
اللّهم تقبّل طاعتكم ودعاءكم، وتقبل من الحجاج، واغفر لنا ولهم ولوالدينا، وكل عام وأنتم بخير.