القرار أهم أداة بيد الإِنسان، لطالما يعيش في هذه الحياة؛ فكل فرد يتخذُ قرارًا حتى الطفل الرضيع بتحركاته وسكناته يتخذُ قرارًا، لكن السؤال الذي يفرض نفسه على متخذي القرارات سواء أكان مديرًا في منظمته أو فردًا في حياته اليومية: هل القرار المتخذ سيرضي الجميع؟ حتمًا ستكون الإجابة بلا.
أخي القارئ - أختي القارئة: إن كثيرًا من المهارات يمكن اكتسابها عن طريق التعلم، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه ليس من السهل تعلم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة؛ لأن اتخاذ القرار - كما يعرفه علماء الإدارة - اختيار المناسب من بين البدائل المطروحة، فإن لم يكن فاختيار الأقل ضررًا، ولو ترتب على ذلك بعض الأخطاء، ولنعلم أن اتخاذ قرار أفضل من عدم اتخاذه، لأن عدم اتخاذ القرار يصيب الإنسان بالعجز والشلل في مواجهة الأحداث وحل المشكلات.
إنني وأنا أكتب مقالي هذا إلا أنني أتعجبُ أشدُ التعجب من الذي لا يستفيد من المواقف والتجارب وعند اتخاذ قراراته؛ فتجد معظم قراراتنا - مع الأسف - مبنية لإرضاء من حولنا على الرغم من أن كلي ألم لمن يكون قراره لأجل ذلك، إلا وأن عندي الأمل في أن يضع القارئ الكريم هذه الهمسات الثلاث نصب عينيه؛ لنصل إلى قرارات ناجحة وموفقة بإذن الله تعالى.
الهمسةُ الأولى: دراسة القرار المتخذ من جميع جوانبه؛ فقرارك لا بد أن يتفق مع مبادئك؛ فلا تغيب أهدافك وقيمك وطموحاتك وقت تناول القرار. فصانع القرار الجيد ينظر إلى الأهم والمهم، وإلى التأثيرات الإيجابية والسلبية.
الهمسةُ الثانية: الشورى، فمشاورة الآخرين والاستفادة من عقول أهل الخبرة والعلم يزيد المرء بصيرة وقدرة على اكتشاف الإيجابيات والسلبيات، ولذلك حث المولى - سبحانه وتعالى - رسوله الكريم على الشورى بقوله: «وشاورهم في الأمر».
الهمسةُ الثالثة: لا تخف من الخطأ؛ فليس صحيحًا أن تكون جميع قراراتنا صائبة، ولكن الصحيح والمطلوب أن نبذل جهدنا في اتخاذ القرار الصحيح، فإن وفقنا فالحمد لله تعالى ولنا الأجرُ مرتان، وإن أخطأنا فلنا الأجر مرة واحدة.
باختصار: اتخاذ القرار هو عملية متحركة وعلى المرء أن يراقب ويتابع نتائج قراراته؛ ليعدلها عند الحاجة وبالكيفية المطلوبة، وليحذر متخذ القرار - كل الحذر - من المجاملات، وتحكيم العواطف، والتردد وكذلك محاولة إرضاء من حوله في اتخاذ أي قرار، وأنا أجزم يقينًا أن متخذ القرار متى ما راجع قراراته جيدًا وأخذ في حسبانه التشاور مع الناصح الأمين والاستفادة من كل التجارب والمواقف، ثم فوض أمره لله وتوكل عليه، فستكون قراراته ناجحة موفقة بإذن الله تعالى... هذا طرحي المتواضع أضعه بين أيديكم الكريمة في هذه الصحيفة المتميزة، ولك أخي القارئ - أختي القارئة مشاركتي بتعليقاتكم وآرائكم التي أحسبُ أنها ستثري هذا الطرح الإداري تميزًا وإشراقًا.
- عميد كلية بيشة التقنية