لم أذق في ليل المعاناة غمضا
وهموم الفؤاد أردته أرضا
أي نومٍ يزورني وشجوني
تقرض العمر حين تهطل قرضا
جدد الجرح? في الغرام طيوف
تبتليني وطعنة الشوق أمضى
تصبغ الأيام الشباب مشيبا
منتهى الصبر المتلف الروح فوضى
إنما الصب المستهام شقيٌ
خاضعٌ للحبيب رفعاً وخفضا
يرضخ الحُرُّ للقيود إذا ما
كانت الحاجات الملحات تقضى
واعتلال الحب انكسارٌ مشينٌ
ممسك الجمر للمهالك أفضى
ليس في الناس من يصون وداداً
كلهم من عوارض العشق مرضى
يكرهون المحب حتى يجافي
بعضهم في الشقاء يأكل بعضا
يحجبون الشمس المضيئة حتى
يفقدوا الآمال الفتية نبضا
ضقت من بعثي جذوة الحب جذلى
وانطفائي بالبرد فتلاً ونقضا
كل من جرّب الحياة تراخى
وعن الصدق والصدوقين أغضى
يثقل الهم صدر كل نبيهٍ
فيواري بالكبت نفساً وعِرْضا
قد تساوت عندي جميع المعاني
وانطفاء السكون أنتج ومضا
وجنان الأمس استحالت خرابا
وخيالي تصور القفر روضا
ودموع الحنين تسعف روحي
لأعيش الغرام طولاً وعَرْضا