برعاية سامية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - افتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة العليا للدورة العاشرة لسوق عكاظ، بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وعدد كبير من المثقفين، أعمال الدورة العاشرة لسوق عكاظ. وبدأ سموه بافتتاح فعاليات الجادة أولاً، وكان في استقباله مجموعة من الخيالة محيين بالثناء والتقدير لسموه على هذه الملحمة الثقافية التاريخية العظيمة.
خادم الحرمين
مع مواطنيه أينما حلوا
وقد قال الأمير خالد الفيصل في بداية وصوله خيمة عكاظ والسرور بادٍ على محياه: تلقيت اتصالاً من خادم الحرمين الشريفين للتو وأنا في جادة عكاظ قبل قليل موجِّهًا بنقل تحياته للحضور والمشاركين، وداعيًا إلى مؤازرة جنودنا المرابطين على الحدود، والدعاء لهم بالنصر، وأن يحفظهم الله. ثم دشن مشاريع عكاظ.
الفيصل.. لماذا عكاظ؟
كلمات أدبية كبيرة وعبقة من أمير وحاكم إداري خبير، الإنجاز شعاره، والإخلاص دثاره.. يقول خالد الفيصل - حفظه الله وأمده بالعون والتوفيق -: كان عكاظ، غاب عكاظ، حضر عكاظ.. ما يهمنا اليوم كيف ولماذا حضر عكاظ؟ لم يغب عن الملك فيصل - يرحمه الله - ضياع عكاظ ونسيانه؛ فبحث عنه حتى وجده، وحدد مكانه، ثم أصدر الملك عبدالله - يرحمه الله - أمر استدعاء ملكي تاريخي استثنائي؛ فحضر عكاظ. أما لماذا؟ ليخرج سوق عكاظ من سجن الماضي البعيد بحلة سعودية حديثة، ويسهم في مشروع النهضة السعودية العربية الإسلامية بقيادة الملك الهمام سلمان الإِقْدَام، شعاره الإسلام في وطن السلام. كان لعكاظ وحشة فأصبح دهشة.. الكل من حوله في فتن الحروب مشغول، وهو يكرم إبداع العقول في ساحة فكر، لا ميزة فيها لعربي على عربي إلا بالإبداع.. ومضى مرحِّبًا بالجميع في عكاظكم الجديد، عكاظ الماضي رمزًا، والحاضر فكرًا، والمستقبل أملاً. والسلام.
نعم، حييت يا فيصل العمل والعطاء والوفاء والإنجاز، حييت يا من أمضيت في خدمة الدين والمليك والوطن خمسين عامًا، تعمل وتعمل وتعمل، وتعطي وتعطي وتنجز.. حياك الله، وأمدك بالعون والتوفيق. وإن الكل يدعو لك ويقدرك أجلّ التقدير إيمانًا من الجميع بأن الإخلاص والعطاء والإنجاز في البناء والتنمية للإنسان.
وصية الملك سلمان بالشباب
وفي السياق نفسه، يؤكد الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة أن التوجيهات السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تؤكد أن المسؤولين جميعًا في خدمة الشباب متحدثًا في لقاء حواري مع الشباب السعودي ضمن فعاليات سوق عكاظ قائلاً: إن الشباب السعودي ليس مشكلة، بل هو الحل والأمل. مشيرًا سموه إلى أن هناك حملة شرسة تواجه الإنسان السعودي مواطنًا ومسؤولاً؛ والسبب وراء تمكننا بالقرآن والسنة اللذين هما دستور المملكة منذ تأسيسها. وحضر هذا اللقاء مع الشباب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي الذي أعلن حزمة مشاريع ثقافية، ستعلنها الوزارة تفعيلاً لمبادرة التحول الوطني. ومن حديث الأمير خالد الفيصل لأبنائه الشباب تجلت دعوة واضحة لشبابنا السعودي لمواجهة التحديات من أجل المساهمة في صناعة مستقبل بلادنا العزيزة قائلاً: إنه من دواعي الإنجاز والاعتزاز أن نفخر بمجدنا السعودي؛ إذ بدأنا من مرحلة الصفر والأمية، واليوم أصبحنا أعضاء في نادي العشرين الاقتصادي، وبلادنا في هذا العام بكلمة واحدة ودعوة واحدة دعت إلى مناورة، يشارك فيها المسلمون وشارك فيها 40 دولة إسلامية، فأسست بذلك أول اتحاد عسكري إسلامي في التاريخ. مضيفًا: ليس نجاحنا كما يقال أننا نجحنا بالنفط بل نجحنا قبله وبه، وسننجح بعده - بإذن الله - وها أنتم اليوم مستوى عال من التفكير والثقافة والعلم، وتدشنون أول أكاديمية للشعر العربي في البلاد العربية كلها، وبلادكم أصبحت جاذبة لكل مفكر عربي. مختتمًا الفيصل حديثه بالقول: اختلط الحابل بالنابل، وعمت الفوضى في العالم، وبلادنا - ولله الحمد - ترفل بالأمن والاستقرار، وتقدم العون للجميع. واليوم يتحقق حلم الأدباء والأجداد، ذلك الحلم العميق جدًّا أن يكون الإنسان السعودي قدوة للعالم بأسره، فماذا أنتم فاعلون؟ أنا أجيب عن ذلك «ارفع رأسك أنت سعودي».
سلطان بن سلمان:
140 مشروعًا سياحيًّا
ويطيب الحديث عن عكاظ وسوق عكاظ والدورة العاشرة لعكاظ.. ومع غمرة الفرح والسعادة بهذا اليوم التاريخي الثقافي يلتقي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل والأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منوهًا باعتماد برنامج التحول الوطني الذي أقره - حفظه الله - بأكثر من 140 مشروعًا للهيئة الوطنية في مجالات التراث الوطني بتكاليف تجاوزت 3 مليارات، خاصة بمشروع مدينة عكاظ. منوهًا برعاية خادم الحرمين الشريفين لسوق عكاظ.
سوق عكاظ حاضر وماضٍ
ويشير سعادة السفير والمستشار لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان السفير علاء الدين العسكري إلى أن سوق عكاظ فعالياته الجادة هي - كما قال الأمير خالد الفيصل - تنسق مع الرؤية المستقبلية الجديدة للمملكة. مضيفًا: كما أنه يمثل صورة حقيقية لواقع الحضارة لهذه الأرض الكريمة في ماضيها وحاضرها.
محافظة الطائف وأمينها يشيدان بالإنجاز الثقافي الكبير
معالي محافظ الطائف الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر وأمينها المهندس محمد المخرج عايشا هذا الإنجاز الثقافي الكبير لأعمال الدورة العاشرة لسوق عكاظ وما تحقق من إنجازات في فترات قياسية نتيجة الاهتمام والمتابعة الميدانية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل - حفظه الله -. تحققت هذه الإنجازات لسوق عكاظ حتى أصبح اليوم مدار الحديث للمثقفين داخليًّا وعالميًّا.. فهنيئًا لراعي هذا اللقاء الثقافي الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة العليا للدورة العاشرة لسوق عكاظ، ولنا جميعا، ولكل مواطن سعودي، ولكل عربي.
عكاظ الماضي وعكاظ الحاضر
حرص الأمير خالد الفيصل على أن ينتهز كل استفهام ليكرر فيه كلماته التي ملأت أسماع الجميع بأننا نريد عكاظ الماضي وعكاظ الحاضر وعكاظ المستقبل. والذين حضروا هذا العام يدركون جيدًا كيف أن تلك الرؤية أصبحت واقعًا، اتضحت ملامحه في مختلف فعاليات السوق.