خالد بن حمد المالك
أختتم في هذه المقالة سلسلة انطباعاتي عن الزيارة الرسمية لولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى بكين، وزيارته إلى هانغجو لحضور قمة دول مجموعة العشرين نائباً عن خادم الحرمين الشريفين في تمثيل المملكة، لأبدأ من الغد في كتابة انطباعاتي الأخرى عن زيارته الرسمية لطوكيو في حلقتين.
* *
ما أريد أن أختتم به هذه الانطباعات عن حضور الأمير لقمة دول مجموعة العشرين، التذكير مجدداً بحضور المملكة اللافت ضمن الكبار، ورفع علمها كما هي أعلامهم، ومعاملة ممثلها الأمير محمد بنفس المستوى والأهمية والاهتمام الذي لقيه تسعة عشر زعيماً لأكبر دول العالم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
* *
وعلى هامش هذا الاجتماع لم يترك الأمير فرصة دون استثمارها بما يخدم بلاده ومواطنيه وأمته العربية، ففي غضون يومين اجتمع بالرئيس الروسي والرئيس التركي والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بريطانيا والمستشارة الألمانية والرئيس الإندونيسي ورئيس وزراء الهند ورئيس البرازيل ورئيس كازاخستان ورئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء إيطاليا ووزير الخارجية الأمريكي والرئيس المصري والأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة صندوق النقد الدولي.
* *
ما الذي يعنيه ذلك، وهل له من تفسير، وهل يمكن لأي ممن أراد أن يجتمع بهذا العدد الكبير من الزعماء في زمن قصير، وخلال فترة انشغال الجميع باجتماع قمة مجموعة دول العشرين أن يتحقق له ذلك، وأن تتم برمجة الأوقات للأمير وللأطراف الأخرى بهذه الدقة وهذا الالتزام، إلا أن تكون دولة مهمة كالمملكة ذات الاهتمام الدولي بها، بحكم وزنها السياسي والاقتصادي، وتاريخها المشرِّف.
* *
أما عن المؤتمر، فليس عندي من قول أكثر مما قاله الأمير محمد بن سلمان في برقيته للرئيس الصيني شي جين بينغ، فقد نوّه بالنتائج التي تم التوصل إليها في اجتماعات القمة، مضيفاً أن ما صدر عنها من قرارات سوف يكون لها أهميتها في المساهمة بشكل كبير في دعم التضامن بين دول المجموعة، وتعزيز معدلات نمو الاقتصاد العالمي.
* *
غير أن ما لم يقله الأمير في برقيته - وهو مهم- وآثر أن يتركه للتاريخ ما هو معروف عن دور المملكة وحضورها القوي في إنجاز هذه القرارات التي تم الاتفاق عليها، وما يجب أن يُقال أيضاً أن تمثيل سموه للمملكة جاء بامتياز في الاجتماعات نائباً عن الملك سلمان لأول مرة إلى جانب الزعماء العمالقة في الدول الكبرى، فقد كان حضوره لافتاً ومؤثِّراً ومعبِّراً عن مكانة المملكة.
* *
في اجتماع زعماء مجموعة العشرين، هناك قواسم مشتركة بين دولهم، وهناك مسؤوليات ينبغي أن يقوموا بها نيابة عن الدول التي هي خارج الاجتماع حضورياً، لكنها حاضرة بمتطلباتها وتطلعاتها إلى ما يعالج أوضاعها، وهو ما كان حاضراً من حيث الاهتمام والتركيز والشعور بالمسؤولية على طاولة الاجتماع للنقاش وإقراره.
* *
ربما كانت التلفزة أسرع في نقل وقائع الجلسات وما دار فيها بأكثر مما أعلن عنه رسمياً، وقبل أن يُعلن عن انتهاء الجلسة الختامية، بما أصبح فيما بعد متداولاً بين أجهزة الإعلام، غير أن هناك من الموضوعات ما ترك إلى القمة القادمة التي سوف تعقد في العام القادم، مما كانت تحتاج إلى مزيد من الدراسة للوصول إلى قرارات يقبل بها الجميع.