صالح بن حمود القاران
هكذا هي الدنيا أهلها بين راحل ونازل.. والموت حق وهذه سنة الحياة وكل نفس ذائقة الموت لا محالة ولا رادَّ لقضاء الله.. فبقلوب مِلْؤُها الحزن والأسى غيب الموت واحدا من أبناء الوطن المخلصين ممن شقوا طريقهم إلى النجاح في هذه الحياة بكلِّ همة واقتدار بعد حياة أفناها في طاعة الله ثم خدمة المليك والوطن إنه الأخ العزيز الفاضل الأكاديمي الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر عضو مجلس الشورى وصاحب أطروحة (أحياء التاريخ) وله العديد من المؤلفات وبخاصة ما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية.. لقد عرفته أخاً عزيزاً وإنساناً فاضلاً في ظل ما كان يتمتع به يرحمه الله إبان حياته من حكمة ورؤى ثاقبة وخلق عال وسيرة عطرة.. ناهيك عن سمة التواضع التي كان يتحلى بها يرحمه الله فقد كان يتحدث إليك وكأنك واحد من أقربائه الأدنين فهذه سمة المؤمنين من خلق الله.. أقول ذلك وأنا قد عرفت الفقيد عن قرب ويكفينا فخراً أن الراحل ينتمي إلى أسرة عريقة من الأسر السعودية التي لها من المواقف المشرفة مع مؤسس البلاد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه إبان مرحلة التوحيد لهذا الكيان العظيم ومع أبنائه البررة من الملوك من بعده وكان الفقيد يرحمه الله قريبا من إخوانه وأبنائه المواطنين يشاركهم الأفراح والأتراح يحترم صغيرهم ويقدر كبيرهم وترى البشاشة على محياه متى ما التقيت به.. ما جعله يحظى باحترام وتقدير من الجميع ناهيك عما كان يتصف به من كرم ووفاء وله مواقف مشرفة ومساع حميدة.. ونحن إذ ودعنا رجلاً فاضلاً وأخاً عزيزاً بقلوب يعتصرها الألم وعيون تذرف منها الدموع على فراق هذا الفقيد الغالي لنسأل الباري عز وجل أن يتغمده بواسع مغفرته ورضوانه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يكتب ماقام به إبان حياته من جهود مباركة وأعمال إنسانية في موازين حسناته ونتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة في هذا المصاب الجلل إلى إخوانه الأفاضل الشيخ /بدر بن إبراهيم العسكر وفهد بن إبراهيم العسكر وحمد بن إبراهيم العسكر وأبنائهم وأحفادهم وإلى ابن أخيه العميد/ عبدالحميد بن بدر العسكر وإلى ابن الفقيد/ نايف بن عبدالله العسكر وإخوانه والعزاء موصول إلى أسرة العسكر عموماً.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.