«الجزيرة» - علي الصحن:
نجح الأخضر في قلب مباراة العراق وتحويل مجراها ونقاطها لصالحه، وتحقيق العلامة الكاملة في جولتي البداية، والمضي قدمًا في طريقه نحو التصفيات الآسيوية الموصلة لمونديال 2018، ونشر الفرح في قلوب عشاقه الذين ساورهم القلق بعض فترات مباراة أمس، من أن تضيع النقاط وتبدأ الحسابات مبكرًا، خاصة والفريق العراقي يتقدم ويضغط ويلعب بشكل أفضل.
نجاح المنتخب السعودي أمس يستحق الإشادة ويستحق التقدير، وعندما نقول: إن المتتخب سيء في بعض الأحيان فلأنه كان سيئًا بالفعل، وعندما نشيد به فلأنه يستحق الإشادة بالفعل، وخصوصًا أن اللاعبين تحملوا كل الضغوط ووعثاء السفر، واختلاف الأجواء والتوقيت في مباراتين لا يفصل بينهما سوى خمسة أيام!!
في كرة القدم النتيجة هي الأهم، والنقاط الثلاث هي التعبير الحقيقي عمّا يقدمه الفريق، بالأمس كان الأخضر في الموعد، ونجح في العودة للمباراة في الوقت المناسب فغنم نقاطها، وكان له الفرح في النهاية، وفي هذا الصدد لا بد أن نشيد بنجومية الحارس ياسر المسيليم الذي يثبت يومًا بعد آخر أنه الحارس الأفضل والأحق في المرمى الأخضر، وما قدمه أمس امتداد لما قدمه أمام تايلند، وهو بحضوره الذهني والفني الحالي يعد مصدر أمان ومبعث اطمئنان للفريق، ونشيد كذلك بما قدمه فهد المولد الذي شكلت تحركاته حطورة بالغة على المرمى العراقي، ونجح في خلخلته وهو الذي كان متماسكًا صعب الكسر في البداية، ونشيد كذلك بالشجاع نواف العابد الذي كان عند مستوى الثقة ونجح في إحراز ضربتي جزاء رغم الضغوط والموقف الصعب وأهمية المباراة، فضلاً عن حضوره الفني المميز داخل الملعب طوال وقت المباراة.
الفريق السعودي كمجموعة كان جيدًا، لكن ثمة أخطاء لا بد من الانتباه لها ومعالجتها خلال المرحلة المقبلة، خاصة عندما نلعب أمام منافسين أشداء وأقوى من الفريقين التايلندي والعراقي، فالمنتخب ما زال يعاني من الضعف الهجومي، ونايف هزازي اليوم رغم محاولاته ليس نايف الأمس، وعلى مارفيك أن يتابع الدوري السعودي جيدًا، وأن يتابع لاعبيه بشكل أفضل، فربما وجد اللاعب المنتظر الذي يحل مشكلة هذا الخط ويستطيع أن يشكل الخطورة المطلوبة وينجح في هز الشباك دون انتظار ركلة جزاء!!
ولاعبو الوسط عليهم الحرص أكثر خلال عملية تسلّم وتسليم الكرة وبالذات الفرج لأن الأخطاء في منطقة الوسط تسبب مشكلات في الدفاع وتحرج المدافعين وتربكهم وقد لا تمنحهم الوقت الكافي لترتيب الخطط والوقوف أمام المهاجمين بشكل سليم.
والجهاز الفني يجب أن يتنبه لأخطاء المدافعين لا سيما في منطقة العمق، وأن يعمل على توجيه اللاعبين، وتصحيح أخطائهم، فما أمكن تعويضه بالأمس قد يكون مستعصيًا في الغد، ما كل مرة تسلم الجرة كما يقال.
والجهاز الإداري مطالب بأن ينبه اللاعبين إلى اللعب على الصافرة واحترام قرارات الحكام، وأن يتفرغوا للعب والأداء دون الانشغال بغيرها، وللأسف بالاحتجاج على الحكام وملاحقاتهم سلوك وجد في لاعبينا بسبب ضعف الصافرة المحلية، وبسبب تعودهم على الاحتجاج مع أنديتهم خاصة وهم يشاهدون كثرة احتجاجات القائمين عليها.
مما لا شك فيه أن مارفيك ومعاونيه بعد نهاية جولتين من التصفيات ولعب مواجهتين تحتلف ظروفهما عن ظروف المواجهات الودية، قد أدركوا الكثير مما يحتاجه المنتخب، وعرفوا أوجه النقص والقصور فيه، ووصلوا إلى ما يمكن أن يُعالج ذلك قبل مواجهة أستراليا بعد شهر من الآن (في السادس من أكتوبر المقبل في الرياض) وهي المباراة التي يراها الكثيرون مفصلية في مشوار الأخضر فالفوز فيها بإذن الله يعني أنه قطع خطوات واسعة نحو تحقيق الهدف، وكل دعواتنا للأخضر بالتوفيق في المرحلة المقبلة.