علي عبدالله المفضي
أعتقد أن أول ناقد يجب أن يجيز القصيدة بعد كتابتها..كاتبها لأن القصيدة أثناء كتابتها يجب أن تترك كي تتشكل أثناء على الورق كما هي في المشاعر باحتدامها وحرارتها وتلقائيتها وعنفوانها وطيشها دون تدخل من الرقيب وسلطة العقل وميزان الناقد الداخلي فالشاعر الذي ينصب من نفسه ناقداً يمارس مهامه أثناء العملية الإبداعية كمن ينظر إلى أقدامه أثناء المشي.
ولأن المتعة الكبرى هي قراءة الشاعر الأولى لقصيدته والتي يمنح نفسه من خلالها الاطمئنان أنه أنجز نصاً جميلاً يأتي دور الناقد الأول -الكاتب نفسه- ويتفقد القصيدة التي كتبها تجاوزاً -بلا وعي- ويعدل ما يرى أنه بحاجة إلى تعديل أو زيادة أو حذف ومن ثم يعرضها على من يثق به وعياً وإنصافاً فقد يرى غيره من النقص ما لا يراه هو في نصه.
وقفة لبشار بن برد:
إذا بَلَغَ الرأيُ المَشورَةَ فاستَعِن
بِرأيِ نَصيحٍ أو نَصيحَةِ حازِمِ
ولا تجعَلِ الشورى عَليكَ غَضاضَةً
فإنَّ الخَوافي قوَّةٌ للقَوادِمِ