كأنثى محبة للقراءة، متذوقة للشعر، أبحث كثيراً في ثنايا ما يطرح من شعر نسائي، لكنه غالباً لا يشبع عواطفي ولا يروي ظمأي، كونه يميل في عمومه للتجريد ويكتفي بالرمز، فلا أجد فيه ما يشبع نهمي اللغوي الذي أنشده. فما الذي أريده من هذه النصوص؟! أريد منها أن تنهش في لحم اللغة وتعتصر عروشها فتقدمها لي محسوسة ساخنة كشمس الظهيرة، وليست محبوسة في بوتقة الخجل، أريد منها أن تشتق طريقاً جديداً يمهد للأخريات ما يستطعن معه أن يطرن بجوانحهن لتخوم العواطف البلاغية التي تشبع أنوثتي،كأنثى تبحث عن المختلف، فكثيراً ما يكون العالم الداخلي للمبدع مشبع بالمشاعر، ولكن هل تستطيع المرأة أن تظهره للعلن، وبالصورة التي تعيشها هي.
هل تستطيع أن تنعتق من الرمز وتحدثني بوضوح، هل يستطيع الحرف أن يتجسس على تلك المشاعر وينثر حبها فوق السطر لتلتقطه عيون المارة، وفي أدب يكتب تفاصيله دون أن يقلل من قيمتها كأنثى؟ لست هنا أقدم أسئلة بقدر ما أثيرها وتثيرني هذه الأسئلة، أريد أن أصل معها إلى اكتشاف المجهول، أتلصص على المخفي والمأمول المخبوء، عن طريق الحرف والقلم، لا أريد حرفاً يحوم حول العاطفة ومشاعر ترتدي ملابس وجلباب وكلمات منمقة منطقية.
أبحث عن جنون الحرف، ودهشة المعنى، وارتعاش المبنى، أريد منها أن تجهض الكلام الرتيب، والقصص السطحية، والتقليد والمحاكاة، وتضع لبنة جديدة، فلغة الشعر واسعة وثرية وتستوعب كل شيء جميل فينا، وليس هناك ما يمنع النساء من أن يمتطين فرسها الثائرة، ويحتفظن مع ذلك بحشمتهن.
- مريم سعود