فهد بن جليد
يُقال إن ارتفاع سعر (خروف العيد) في بعض البلدان العربية، دفع بعض أبناء الطبقة الوسطى - غير القادرين على دفع قيمته - إلى استئجاره لأيام معدودة، حتى يُشاهده الأقارب والأصدقاء، ومن ثم إعادته في (جنح الظلام) إلى الحظيرة، ويا دار ما دخلك شر؟!
استضافة الخروف (ليوم أو يومين) أمام باب العمارة، أو في مدخل السكن، وتقديم الماء والطعام له، وجد فيه هؤلاء حفاظاً على (برستيجهم الاجتماعي) رغم أن (نحر الأضحية) سنّة، وليس واجباً على مَن لا يستطيع، ولكنها مفاهيم مُجتمعية توارثها الناس، بعدما تخلّوا عنها (كسنّة) وتقرّب إلى الله عزَّ وجلَّ..!.
صور (هياط) الإخوة العرب الجديدة، والتي تكلّف في اليوم الواحد ما يُعادل 20 ريالاً، ذكّرتني بقصص يرويها بعض أصحاب (أحواش الإبل)، حيث ظهر نوع جديد من الهياط في مجتمعنا، يتمثَّل بقيام بعض العرسان أو أقاربهم بالاتفاق مع صاحب الحوش على (استئجار) مجموعة من القعدان أو الحواشي، لمدة (ليلة واحدة) أو (ثمان ساعات) وبمبلغ معقول، مُقابل نقلها ووضعها عند مدخل قصر الأفراح (ليلة الزواج)، ليُشاهدها المعازيم وكأنها (عانية) مُقدّمة للعريس أو والده، تعبيراً عن مكانتهم الاجتماعية، ومدى تقديرهم ..!
المُضحك ليس هنا؟
بل عندما تدلف هذه الأيام إلى مجلس - بالدال وليست بالذال - وتجد أهله قد طلقوا الحديث عن السياسة، وأسعار النفط، والتحليلات الرياضية، ومشاكل القطار، وتفرّغوا للتباهي بشراء أفضل أنواع (الأغنام)، وكيف أنهم دفعوا (مبلغاً وقدره) مقابل الحصول على (أضحية مُجزية) على طريقة ما عند الله أبقى؟ ولا يهم البحث عن السعر الأقل مُقابل الأضحية الأفضل.. نسأل الله القبول، وأنت تعلم أنهم جميعاً تسابقوا للحصول على (أضاحيهم) بسعر رخيص عن طريق (أبو نسبة) أعلاه ..!.
هنا عليك التيّقن بأن (هياط العرب) واحد، بدءاً من استئجار (الخرفان والقعدان)، ووصولاً لأضاحي (الواتس أب)!
وعلى دروب الخير نلتقي.