د.دلال بنت مخلد الحربي
أقف كثيرًا عند عبارة ثقافة جيل التي تتردد كثيرًا على الألسنة بعضها يحمل تبريرًا لبعض الآراء التي يواجهك بها جيل الشباب وحتى الأطفال، في حين أنها تحمل نقدًا عند البعض والذي يرى أن هذا الجيل ابتعد عن المخزون المعرفي والثقافي لمجتمعه وللمجتمع العربي والإسلامي بشكل عام..
ثقافة الجيل تتشكل عبر عوامل عديدة منها تأثير المنزل والمدرسة والحي والمسجد، وعوالم التقنية الحديثة من وسائل تواصل اجتماعي وقنوات فضائية وإنترنت وهي التي اطلعت الجيل المعاصر على ثقافات الدنيا من اليابان إلى المكسيك، وأصبحت هناك معرفة بأسماء المشاهير في مجال الغناء والألعاب الرياضية وبعادات وتقاليد تلك الشعوب وقد يقوم بعض الشباب بتقليد ما يعجبهم في تلك المجتمعات من قصَات الشعر واللبس وغيرها.
وفي ظل كل ما سبق غاب أهم عامل وهو الذي يشكل ثقافة أي جيل، وهو القراءة وارتياد المكتبة، فبشكل عام يلحظ أن أطفالنا وشبابنا في عزوف تام عن القراءة، بل ونفور منها..
وبالتالي نحتاج إلى مشاريع تعين على تنشيط القراءة وتساعد على إعادة وهجها خاصة أن القراءة هي الركيزة الأساسية للثقافة والطريق الصحيح للحصول على المعرفة المفيدة..
نحتاج إلى إنشاء مكتبات عامة وبالامكان استغلال الحدائق العامة والمنتزهات لتكون مجالاً للقراءة واللعب ولتكون ميادين للقراءة الحرة والتعامل مع الكتاب لكل الفئات السنية..
ونحتاج أن تكون هذه المكتبات في المدن الصغيرة والهجر وليست فقط خاصة بالمدن الكبرى
ويحتاج الجيل إلى مكتبات عصرية يشرف عليها متخصصون لديهم القدرة على إرشاد المرتادين حسب أعمارهم وتحديد المناسب لهم، إضافة إلى إسهامها في تعزيز أدب الناشئة والأطفال بنشر أعمال تمثل البيئة المحلية والمناسب من البيئات الأخرى وتزويدهم بمعلومات تعمق فيهم انتمائهم لوطنهم وأمتيهم العربية والإسلامية.
ويحتاج الجيل إلى تأصيل ثقافتهم حتى يكون لديهم حصن حصين من شرور ما يوجه إليهم..
ويحتاج الجيل إلى تعميق حب القراءة في نفسه لتتحول إلى سلوك يغرس في ذواتهم ويتغلغل في أعماقهم.