د.عبدالعزيز الجار الله
أجمل وصف للمملكة ما ذكره م. خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة، عندما تحدث عن الرؤية السعودية 2030 وقال: إنها تصف موقع المملكة وأنه بمنزلة جسر يربط القارات وبالإمكان استخدامها كمنصة أرضية كبيرة لسوق مزدهرة. (الجزيرة واس السبت الماضي) وبالفعل الجزيرة العربية التي تمثِّل السعودية أكبر أقاليمها هي يابسة بين بحار ومحيطات تكاد تكون المفصل المرن بين أكبر القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وإفريقيا.
جنوباً: يشكّل الموقع الجغرافي للسعودية، مع شرقي إفريقيا وجنوبها اليابسة بين أكبر تجمع مائي هما المحيط الهندي والمحيط الأطلسي، منطقة تداخل مياه المحيطين، كما أنهما السعودية، وشرق وجنوب أفريقيا هما نهايات اليابسة بالنسبة لغرب آسيا وجنوب أفريقيا.
شرقاً: تمثّل السعودية البوابة الغربية التي تربط الخزان البشري في جنوب وشرق آسيا، حيث الصين والهند وبنغلادش والباكستان ودول آسيا الوسطى - تربطه - بأفريقيا في رباط اقتصادي وتجاري وسكاني، حيث تحولت الممرات المائية في الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب إلى طرق ملاحية نقلت من خلالها التجارة البحرية على مر السنين التاريخية.
شمالاً: اعتبرت الجزيرة العربية شمال السعودية الممر الحضاري المهم الذي من خلاله عبرت قوافل الرحلات الحضارية البشرية، حيث تواصلت مع حضارات بلاد الرافدين والهلال الخصيب العراق وبلاد الشام وآسيا الصغرى تركيا وممرات جبال القوقاز وهضبة الأناضول، إلى شرقي أوروبا وبلاد البلقان.
غرباً: غرب السعودية يطل على أفريقيا القارة التي تتشارك مع الجزيرة العربية في البحر الأحمر وترتبط بتاريخ طويل من التقارب الاقتصادي والتجاري، وكان الشمال الغربي للسعودية وما زال الجسر الذي يربط الجزيرة العربية بالشمال الأفريقي وجنوب ووسط أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط.
لذا فإن اعتبار السعودية منصة أرضية للأسواق العالمية حقيقة على الخرائط والأطالس ويمكن أن تكون واقعاً في السوق الاقتصادية العالمية الحالية، وهذه من معطيات الرؤية السعودية 2030 استثمار الموارد الطبيعية والبشرية ومعطيات الموقع الجغرافي، واستثمار البعد الإسلامي والعربي لإيجاد ثقافة اقتصادية جديدة وأساليب تجارية لم تكن مطروحة.