أبها - عبدالله الهاجري:
رفعت المملكة العربية السعودية شعار «الحج رسالة سلام» لموسم حج هذا العام 1437هـ، ليكون الركن الخامس من أركان الإسلام معززاً لهذا الشعار، بهدف رفع مستوى الوعي والتوعية لدى الحجاج، ليؤدي كل حاج مناسكه بكل يسر وسهولة، بعيداً عن الشعارات المسيسة، والتصرفات المخالفة والمنافية للقيم الإسلامية، في ظل تسخير المملكة كل إمكانياتها البشرية والمادية لإنجاح موسم الحج.
وجاء اختيار شعار السلام لحج هذا العام، ووفقاً لمستشار أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لأعمال الحج هشام بن عبدالرحمن الفالح؛ بسبب ما نعيشه هذه الأيام، في بعض دول العالم الإسلامي، وبعض الدول المحيطة بالمملكة، من أمور لا تخفى، ويندى لها الجبين.
وأضاف الفالح : لذلك أخذنا في هذه الحملة مهمة إيصال فكرة أن شعيرة الحج العظيمة، لا تقبل أي تسييس أو أي أعمال مخالفة لما يلزم الحاج القيام به، من أداء الشعائر بكل يسر وسهولة، فالحج عبادة وسلوك حضاري، مشيرا إلى أن الحملة تهدف إلى «تأكيد أن الحج رسالة سلام، فالحاج الذي قدم ليؤدي فريضة الحج، نريد منه أن يكون في أثناء الحج رسولاً للسلام، بأدائه للشعائر بسكينة وسلام، دون تدافع ولا مشاحنة».
وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية لأعمال الحج: إن الحملة تمر بمراحل مختلفة، ففي مرحلتها الأولى المتمثلة في استقبال الحجيج، فيما ستركز المرحلة الثانية على مفهوم لا حج بلا تصريح، والتأكيد على أهمية التصريح، لمن أراد الدخول إلى العاصمة المقدسة، والمرحلة الثالثة للحملة تتمثل في التأكيد على سلوكيات الحجاج، منذ قدومهم إلى المسجد الحرام وانتقالهم إلى عرفات ومنى ومزدلفة، فيما تنحصر المرحلة الرابعة والأخيرة في تقديم الشكر والتقدير للحجاج، الذين أدّوا فرضهم بيسر وسهولة، والجهات المشاركة في إنجاح الحج.
ولأن الحج رسالة سلام .. فقد سخرت الدولة كافة جهودها وإمكانياتها لنجاح موسم الحج ولينعم ضيوف الرحمن بالراحة والطمأنينة ليؤدوا مناسكهم بكل يسر ونجاح، حيث سيتواجد حوالي 170 ألف ضابط وفرد من الأمن العام، كما سيشارك حوالي 17 ألف ضابط وفرد من قوات الدفاع المدني، سيشاركون في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج، تدعمهم ثلاثة آلاف من المعدات والآليات، في حين استحدثت وزارة الحج منهجيات جديدة في برامج تفويج الحجاج هذا العام، لتفادي إشكاليات التدافع.
كما اعتمدت وزارة الحج نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات، لرصد حركة الحشود في مكة والمشاعر المقدسة، لتسجيل مخالفات التفويج، عبر التطبيقات المحمولة، وإرسالها إلى خوادم المعلومات في وزارة الحج والعمرة، لتحديد مصادر الخلل.
هذا وجهزت هيئة الهلال الأحمر السعودي ممثلة بإدارة النقل والخدمات المساندة, أكثر من 677 سيارة إسعاف وخدمات وآليات ودرجات نارية وعربات للمشاركة في موسم حج هذا العام 1437هـ، من خلال ثلاث لجان تعمل تحت مظلة الإدارة وهي (النقل والإسناد والصيانة), لتجهيز وتوفير جميع المركبات والآليات التي ستعمل خلال الحج بشكل متكامل، ووزعت سيارات الإسعاف على منى بـ 100 سيارة إسعاف ومثلها للعاصمة المقدسة, و 90 سيارة في مزدلفة، كما وفرت الهيئة, 16 سيارة إسعاف متقدم, و29 دراجة نارية, بالإضافة لـ 10 دراجات صيانة جوالة تعمل بالعاصمة والمشاعر المقدسة، وفي الجانب الصحي ،خصصت وزارة الصحة 216 خبيراً صحياً، للتفتيش على الأغذية والأدوية والأجهزة الطبية الواردة عبر المنافذ، والتفتيش على المنشآت الغذائية الواقعة في نطاق مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما تم زيادة عدد أسرة ضربات الشمس هذا العام بواقع 79 سريراً، ليصبح إجمالي عدد الأسرة المخصصة لعلاج ضربات الشمس 216 سريراً في مستشفيات المشاعر المقدسة، كما كثفت إجراءاتها الوقائية والعلاجية على القادمين للحج، عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، لمنع وفادة أي أمراض معدية إلى داخل المملكة، عبر استيفاء الجوانب الوقائية والاحترازية، مع إعطاء الجميع العلاج الوقائي واللقاحات اللازمة.
من جهة أخرى أوضح عبدالرحمن آل إبراهيم، محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية السعودية، أن كميات المياه التي ستنتجها محطات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وستوزعها شركة المياه الوطنية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام ستصل لأكثر من (18) مليون متر مكعب.
وأكدت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات البدء في تنفيذ خططها واكتمال مجمل الترتيبات لحج هذا العام، حيث وقف معالي محافظ الهيئة الدكتور عبدالعزيز بن سالم الرويس، على الاستعدادات والجاهزية أثناء جولته التفقدية لمواقع الهيئة ومقدمي خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في المشاعر المقدسة، مؤكداً أهمية تكاتف الجهود وتقديم جميع خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات بكفاءة وجودة عالية، وتنفيذ خطط استعادة الخدمات في حالات الكوارث والطوارئ لا قدر الله وفقاً لما تم إعداده مسبقاً.
وقالت الهيئة: إن من مهامها الرئيسة في خدمة ضيوف الرحمن هو الإشراف والمتابعة لخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في كل من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة والمنافذ الجوية والبحرية والبرية.
وضمن جهود المملكة العربية السعودية ليكون الحج رسالة سلام ،أكملت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج بمنطقة مكة المكرمة, استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام 1437هـ, وبدأت في تنفيذ خططها التي أعدتها بمتابعة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية التي ركزت في خططها على تحقيق أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم بعد أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان.
وأكد سمو أمير منطقة مكة المكرمة, أن المملكة وجميع مؤسساتها الحكومية والأهلية تسخر جميع الإمكانات والتجهيزات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها, مؤكداً أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تؤكد على بذل كل الجهود لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.
وقال سموه: «إن المملكة قيادة وشعبا تتشرف أن تقدم كل ما لديها من إمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، والحمد الله أن شرفنا الله بأن نكون من سكان هذه البقعة المباركة, وإننا خدام لهذا المكان ولا شيء أهم من خدمة الأراضي المقدسة وضيوفها الكرام».
وفي هذا الشأن بدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي التي يقوم على تنفيذها في الحرمين الشريفين على مدار الساعة قرابة 15 ألف من القوى العاملة من الموظفين والموظفات الرسميين والموسميين والعمالة المكلفة بالنظافة والصيانة والتشغيل.
وأوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن الخطة تهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف منها: إبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين، وإظهار قيم الإسلام السمحة الحقيقية ونشر تعاليمه, وتفعيل دور المسجد الحرام العلمي والإرشادي, وإبراز جهود المملكة - رعاها الله - فيما تقدمه من خدمات رائدة وجهود عظيمة في الحرمين الشريفين والارتقاء بأداء الرئاسة وتطوير منظومة أعمالها لتؤدي دورها المؤمل منها بما يحقق تطلعات ولاة الأمر - وفقهم الله -, وتسخير وسائل الإعلام وسبل الاتصال والتقنية في إبراز رسالة الحرمين الشريفين, وتنسيق دور المجتمع التطوعي في المدينتين المقدستين.