(1)
الزهر لا يشم عطره
قالت لي ابنتي ان الزهر لا يشم عطره، لذا تأخذه الدهشة كل مرة يذبحون عنقه فيها، و إن العشب ينمو بغرور كل ربيع
و يعجب ألا يسمع صراخه أصحاب الأقدام الكبيرة المبتهجين باخضراره.
قالت ابنتي إن القمر يعكس ضوء الشمس كي نراه و يحزن لأننا نغلق النوافذ و ننام وقت اشتياقه للقاء..
ابنتي تثرثر كثيرا، و أنا أغسل الصحون..أعد طعام الغداء والعشاء..أغسل الثياب..انفض الغبار..امسح الأرض..
_ كفي أيتها الثرثارة!!.
عيناها صغيرتان كقمرين سوداوين..و شفتاها كبتلتي زهرة..وعودها طري كالعشب.
حين نامت على كتفي تلك الليلة انتابني الهلع..
الا ابتعد يا قاطف الزهور..
يا قاتل كبرياء عشب الربيع..
يا موصد نوافذ صنعت لتستقبل إطلالة القمر..
ارحل أيها النوم ..ارحل..
انها ابنتي التي تثرثر حتى في أحلامها.
(2)
رؤيا
العجوز التي زارته في المنام كانت مواربة الملامح..سقيمة العود.
_ سبعة قرون عجاف قادمة..
_ سبعة قرون من عصر العناكب و هي تبني بيوتها فوق عيون المدائن..
_ سبعة قرون من الجوع حتى تهرب المقابر من موتاها..
_ سبعة قرون من العطش حتى يفر دجلة و الفرات من بين أيديكم..
_ سبعة قرون لا تعرفون اهو ليل كان أم نهارا..
الهلع قادني نحو استيقاظ ملح..
نظرت في ساعتي وهالني اختفاء أميالها..
فتحت الباب الخارجي وكدت أتقدم خطوة قبل أن أدرك أن لا أرض تحتي..
أدركت أنني قد أخطأت حين استيقاظي وحيدا قبل انقضاء القرون السبعة.
- ماجدة الغضبان