وقتما تمضي بنا السنون، وتمر بنا المواقف، وننحدر مع الأيام، وتنحدر السنوات بنا دون أن نشعر أو نتوقف وكأننا نجري مجرى العمر السريع لا نمل ولا نكل ولا حتى ننتبه... إلا حينما ينتابنا الموقف الذي قد يكون بمثابة الماء البارد الذي يسكب على نفوسنا وهواجسنا واندماج الأيام بنا!!
كذلك المرء؟! الذي تحسبه بعد آخر زيارة قد تعافى وقد أخذتك الدنيا عنه ثم صادفته على كرسي متحرك في أحد الممرات أو ذاك الذي لم تعِ أنه تلاشى بصرة إلا عندما وقع في طريقٍ ذا اعوجاج... كما صفعتني ساعة أبي وهو يحدثني باندماج...
عندما تعلقت عيناي بيده وقلبي بقلبه.. ساعة أبي التي كانت لا تتحرك من معصمه قد تسقط الآن من ذلك المعصم النحيف الوقت الذي بها ما زال متقن وما زالت تحتفظ برونقها لكنها لم تعد تشد على يده كما كانت.
سقطت ساعته وسقط الخوف معها فوق رأسي ماذا حدث لماذا هذا النقص يا فلذة روحي أنت بخير فلم يعد هناك حاجة لهذه الحمية التي أهلكت طلتك...
متعك الله بصحتك وأبقاك لي قال هي عافية فلا تحزني... حزنت لأنني لم أنتبه فكانت هي المؤشر لي... هل لأنك معي أم لأنني أنا التي لم أتمعنك متى حدث هذا أين كنت وأنا التي أحبك وأحب الدنيا معك لماذا عدت لترتدي نفس هذه الساعة ولماذا تركتها بمعصمك؟!
أعلم أنك تريد أن تبقى أفضل... لكن منظرها علق في ذهني أنه كيف مر بي العام بعد وعكتك لا أعاد الله ذلك الهلع الذي حل بي وبإخوتي وأمي وكل من أحبك ومن حولي أقسم أنني كنت مهتمة وأقسم أن هذه الساعة أهمتني الاحتواء الذي ما زلنا نفتقده بيننا وبين نفوسنا جعلنا نغفل عن كل تعريات الزمان ونحت الوقت وانقلابات الأشياء..
التفتوا لمن معكم قاسموا القلوب أوجاعها وأفراحها لا تهملوا السؤال فتتساوى لديكم الإجابة لا تبكوا أكثر مما تفعلون... (ولا تهملو مهلمةً لتُهمل أخرى )..!؟ أبقوا على تواصل بأعينكم دققوا بمن بقي وأحكموا غلق الأبواب لمن رحل احتضنوا الوجود وغنوا للنسيان ودا أيقنوا أن بدون الاهتمام سيزول الاستمرار لا تجعلوا الجمادات تلفت انتباهكم في حين أن كل شيء حي بكم بات جمادا..!!
عيب علينا أن يكون كرسي أو عتبة أو عكاز أو ساعة صافعةً لنا باليقظة في الوقت الذي كان يمر بنا ولم نر شيئاً احتضنوا من ترددتم باحتضانه أخبروا الخائفين أنكم أمانهم كونوا قريبين أكثر مما تستطيعون وأعطوا الحب من حيث لا تحتسبون.... تحية عطرة لعقارب ساعتك وللمعتها ولقلبك الطيب المتعافي بإذنه.. وللعام الذي مر بعافيتك ولكل من قال أمين ليبقيك الرب لي...!!
- شروق سعد العبدان