يوسف بن محمد العتيق
ألف المثقف والسفير المغربي الراحل عبد الهادي التازي كتابا كبيرا في مجلدين بعنوان (رحلة الرحلات.. مكة في مائة رحلة مغربية ورحلة)، وهو كتاب مهم ومفيد ف توثيق مائة رحلة ورحلة مغربية قامت من المغرب العربي إلى أم القرى مكة المكرمة أولى هذه الرحلات تمت في سنة (543 هـ) لأحد أشهر العلماء وهو ابن العربي، وآخر هذه الرحلات تمت في سنة (1379 هـ) قام بها الملك المغربي الراحل محمد الخامس.
لن أتحدث عن هذه الرحلات ولا مضمونها، فهي متوفرة والكتاب متوفر إلا أني سأنقل نصا من مقدمة هذا الكتاب باختصار، وأدعو القارئ لمناقشته والتفكير فيه.
يقول التازي عند حديثه عند أدب الرحلات وتوثيق زيارة الأماكن المقدسة: (ولقد كان كراتشكوفسكي على حق عندما لاحظ أن المغاربة أحرزوا درجة السبق في أدب الرحلات،وهي الحقيقة التي أبرزها زميلنا الراحل الشيخ حمد الجاسر عندما كان وفي كل مناسبة يشيد بالتفوق المغربي في هذا الصدد. انتهى كلام التازي.
والتازي هنا يؤكد مقولة متداولة وهي أن علماء ورحالة المغرب العربي تفوقوا على أهل المشرق العربي في كتابة أدب الرحلة بشكل عام والحج بشكل خاص، ويشاركه في هذا التأكيد الباحث الروسي كراتشكوفسكي والعلامة حمد الجاسر.
وقد يبدو أن هذا الكلام منطقيا إذا عرفنا أن المغاربة يقضون وقتا أطول وتمر بهم صعوبات أكثر في رحلة الحج، فتكون الفرصة مواتية لكتابة أحداث أكثر وتسجيل مواقع أكثر وتعريف القراء بها.
لذا لن يغضب أهل المشرق إذا تفوق عليهم أشقائهم في المغرب العربي في تسجيل رحلة الحج ووصفها لأن في هذا إضافة إلى مكتبة الرحلات.