عبدالله العجلان
لا يمكن أن تطالبوا الأندية وكل من يندرج تحت مسؤولياتكم بالانضباط وتنفيذ القرارات والالتزام بالمواعيد واللوائح والأنظمة وأنتم أول من يتلاعب بها، ولا يهتم بتطبيقها، ولا تستطيعون أن تكسبوا ثقة واحترام الآخرين وأنتم في الوقت نفسه تفتقرون للمصداقية والشفافية والوضوح، ومن المعيب أن تطلبوا من الإعلام والجماهير دعم المنتخب معنويًّا، والحضور والمساندة والابتعاد عن توتير الأجواء، وأنتم في هذه الأثناء تسعون إلى التأزيم والتشكيك وتوزيع الاتهامات فيما بينكم وضد أندية بعينها، ومن المستحيل أن تحققوا النجاح وأنتم تستسلمون بضعف وهوان لضغوط وتدخلات أندية تتحكم بكم وبقراراتكم..!
لقد استبشرنا بالقرارات القوية التي اتخذت ضد نادي المجزل، وقلنا إنها بداية مشجعة للتصحيح والإصلاح في المنظومة الرياضية، لكن - للأسف - اكتشفنا أن واقع الحال يثبت عكس ذلك، وأن مثل هذه القرارات لا تُطبَّق إلا على الأندية المغمورة أو تلك التي لا تملك النفوذ؛ والدليل على ذلك أن هناك تجاوزات وأخطاء كوارثية، ترتكبها بعض الأندية، ومع هذا مرت مرور الكرام، وبتأييد ومباركة من الهيئة واتحاد الكرة، كما حدث في موضوع الديون وتسجيل اللاعبين وقرارات فض المنازعات أو الرخصة الآسيوية، وغيرها كثير..
الأسوأ والأخطر مما تقدم، ومن أسباب انتشار الفوضى وانعدام التطوير، أن يعاقَب رؤساء أندية ولاعبين ومدربين بسبب تصريحات تتعلق بمصلحة أنديتهم أو لأي سبب آخر، بينما يتم التغاضي عن اتهامات وطعن في الذمم، صدرت من أعضاء في مجلس أو لجان اتحاد الكرة، كما رأينا مؤخرًا في فاجعة الدكتور عبداللطيف بخاري، ومثله نائب رئيس لجنة الانضباط سابقًا ومقيم الحكام حاليًا ناصر الحمدان..
رحل حبيب الكل
لم يتفاعل ويتعاطف الوسط الرياضي السعودي بكل أطيافه وألوانه وانتماءاته مع وفاة رئيس نادٍ كما فعل مع رئيس الاتحاد الفقيد أحمد مسعود - يرحمه الله - رغم أنه لم يمضِ على تسلمه رئاسة الاتحاد سوى شهرين فقط؛ ما يعني أن له قيمة ومكانة ومحبة خاصة في قلوب الرياضيين السعوديين. فيا ترى، ما سر الإجماع على محبته وتقديره من المحايدين بل المنافسين قبل الاتحاديين؟
الأكيد أنه لم يكتسبها في فترة رئاسته القصيرة الثالثة الأخيرة، وإنما جاءت امتدادًا لرئاسته الأولى والثانية، التي من خلالها مجتمعة قدّم نفسه كرجل متسامح صالح ومصلح ومتصالح مع نفسه والآخرين، فاعل ومحب للخير، يجمع ولا يفرق، نقي السريرة، نظيف اليد واللسان، وفوق هذا - وهو المهم بالنسبة لجماهير الأندية ونادي الاتحاد تحديدًا - أنه نجح في تحقيق العديد من الإنجازات والأحلام لمحبي العميد، وعودته لناديه بهذا العمر، ووسط دوامة الصراعات والمشاكل المالية والفنية والإدارية، دليلٌ تضحيته بصحته وظروفه حبًّا في الاتحاد..
تاريخ وسيرة ومسيرة أحمد مسعود - يرحمه الله - صفحات نقاء وإثراء، نأمل من الجميع رؤساء أندية وإداريين ومدربين ولاعبين وأعضاء شرف وحكام وإعلاميين وجماهير الاقتداء بها، والاستفادة منها في تعاملاتهم، سواء في محيطهم أو مع غيرهم، بما في ذلك خصومهم ومَنْ يختلف معهم. رجاء تعلموا منه كيف استطاع أن يتفوق ويتألق في إدارته، وفي الوقت ذاته ينأى بنفسه عن صخب التجاذبات والاستفزازات؟ كيف وضع لنفسه بصمة خير وعطاء، وصنع لذكراه وتاريخه أسلوبًا خاصًّا ومنهجًا راقيًا، جعله في المكانة العالية اللائقة به والمنصفة له بعيدًا عن العلاقات الشخصية والأهواء العاطفية والفزعات الإعلامية..
هنيئًا لأحمد مسعود هذا الحب الكبير الممتد لكل أرجاء المملكة وخارجها، والعزاء والمواساة في رحيله لأسرته الكريمة ولنا وللوطن وللاتحاديين، وللرياضيين بمختلف ميولهم ومسمياتهم..
علة الأخضر!
بمستوى غير مقنع، وبهدف وحيد، سُجِّل من ضربة جزاء قبل نهاية المباراة بست دقائق، فاز منتخبنا الأول على تايلاند في أولى مباريات التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018م. السؤال: لماذا ظهر الأخضر على أرضه وبين جماهيره وأمام منتخب محدود الخبرة والإمكانات بهذا المستوى المتدني، رغم ما يملكه من عناصر متميزة؟ هل السبب طريقة المدرب وتشكيلته الأساسية؟ أم أداء اللاعبين؟ أم مدة وكيفية تحضير المنتخب؟ أم هناك ظروف أخرى خارجة عن إرادة المدرب واللاعبين؟
بالنسبة لي أرى أن المدرب فان مارفيك يتحمل المسؤولية الأكبر من خلال تشكيلته الغريبة، واستعانته بلاعبين أخفقوا مع أنديتهم، في الوقت الذي همش فيه نجومًا مؤثرين، ساهموا في انتصارات فرقهم في الجولتين الأولى والثانية للدوري. إذًا، من غير المعقول أن يبدأ المباراة بقائمة تضم الحربي والفرج وتيسير وهزازي، ولديه على الدكة العبيد والرويلي والمقهوي ومهند. والأغرب من هذا أنه أصر على خطئه حتى وهو يشاهد فريقه يعاني، بل يكاد يخسر النتيجة، ولم يخطر على باله التغيير إلا في الربع الأخير من المباراة..!
صحيح أن الأخضر حقق الأهم في بداية المشوار الشاق والصعب، وهو الفوز بالنقاط الثلاث، لكن الوضع سيكون محرجًا أمام العراق القوي والمتمرس غدًا الثلاثاء إذا ما استمر المدرب في عناده ومكابرته وعدم اختياره العناصر المؤهلة والقادرة على إحراز نتيجة إيجابية، هي الأهم قبل التوقف لمدة شهر، ثم استضافة المنتخب الأسترالي في السادس من أكتوبر القادم. وهنا لا بد أن يكون للمشرف الإداري المحنك والخبير طارق كيال دور في مناقشة المدرب في أخطائه، وضرورة تصحيحها قبل فوات الأوان.