سلطان المهوس
ليست مراوغة أبدًا حينما تعجز أو تهرب عن وضع ضمانات كروية بشأن نتائج مباريات كرة القدم؛ فالتفاصيل الخفية أو الطارئة أو القدرات المتقاربة قد تغيّر كل موازين توقعاتك.. والأدلة متدفقة.. هل تريدون آخرها؟ فازت الإمارات على اليابان!!
أفضل ما يمكن عمله بدلاً من المجازفة وملاحقة توقعات أو قراءات نتائج المباريات التمعن جيدًا بالترمومتر الفني. ولأن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بروسيا انطلقت فمن المناسب أن نرى تشخيصًا فنيًّا ونقديًّا لمباراة منتخبنا أمام تايلاند..
كلا المنتخبين تأهل عبر صدارة مجموعتَيْهما؛ وهو ما يعني (رقميًّا) مواجهة الند للند!!
يجب أن نتذكر أننا غائبون عما يحدث خارج منافساتنا المحلية؛ وبالتالي لم نفهم لِمَ ظهر منتخبنا بأداء باهت أمام تايلاند؟؟
الكثير يرمي على ضعف اللاعبين وأخطاء مارفيك أو فردية اللعب، لكن من المخجل أن لا نعترف بأن قوة منتخب تايلاند هي التي كشفت ضعف أداء لاعبينا، أو بالأصح وضعتهم في حجمهم الحقيقي!!
اللاعبون التايلانديون بقيادة المدرب الطموح الشاب كياتيسوك تفننوا بتقديم عرض تكتيكي وتكنيكي وفني بارع، كشف أن الكرة لا تعترف بالتاريخ أو النفخ الإعلامي، بل بالجهد والاحترافية والمهارة، وعلينا الاعتراف بأن أخطاء الحكم الصيني فومينج كانت لصالحنا، وهي أخطاء عادية، تحصل لنا وعلينا كباقي العالم، لكني أوردتها كي تكون بحسابات النقد..!!
يكفي أن تشاهد الدقيقة الـ«60» من المباراة لتكتشف حال منتخبنا وحال تايلاند!!
عشر تمريرات متتالية للاعبي تايلاند في الملعب السعودي، ولم يستطع أي لاعب قطع الكرة حتى تم تمريرها للجناح الأيسر؛ ليرفعها بالمقاس لزميله المهاجم الذي سددها رأسية، أنقذها المسيليم من خط المرمى، فيما لاعبو الأخضر يتفرجون على (ربما أجمل لقطة تكتيكية بالتصفيات)..!!
ربما نتأهل لكأس العالم، وربما لا..!!
الكرة ليس لها أمان أو ضمان؛ فنحن أبطال آسيا، وآخر بطولتين آسيويتين نخرج من الدور الأول؛ لنجر أذيال الخيبة..!!
المهم لدي أن أنبه إلى أن المنتخبات الأخرى التي نراها ضعيفة أصبحت وسط نومنا المحلي أكثر قوة وانتظامًا. وبالنظر للتصنيف الدولي والآسيوي سترون تنامي تصاعد أرقام تلك المنتخبات للأعلى، فيما نحن ننزل أو نراوح المكان..!!
هذه إمكانات اللاعبين السعوديين ومهاراتهم.. ولو جئنا بمليون مارفيك وليس مارفيك واحدًا والنفخ الذي أوصلهم ليكونوا نجومًا محليين لن ينفع أمام نجوم حقيقيين بالميدان الآسيوي والدولي!!
كرة القدم مليئة بالمفاجآت والمعجزات والمنطق أيضًا، ولاعبو المنتخب الحالي قادرون على تحقيق حلمنا العالمي شرط أن لا نطلب منهم المستحيل، أو نتأمل منهم الكثير وفقًا لقوة وتطور الخصوم، ومن يرفض هذا المنطق فسأسأله: لِمَ تخاف عندما نلعب أمام أستراليا أو اليابان؟؟
أليس ذلك كافيًا لنعرف أن حجمنا الحقيقي لم يعد ضخمًا، بل مساويًا لأحجام العديد من منتخبات القارة؟ فلنتعامل بعقل لا بعاطفة؛ حتى لا نسرف بالنقد ونهرب من الواقع لنقتص من لاعب أو مدرب فيما العلة في أن الآخرين أفضل وأقوى فعليًّا؛ وهو ما يمنع أن نترقب الأفضل والأجمل، ونتأمل فيه دون نسيان ما حصل بالدقيقة الـ»60»!!
قبل الطبع
لا شيء يمكنه نجدتك أقوى من قناعتك!!